وثيقة تثبت تخطيط المخابرات الفرنسية لاغتيال بورقيبة عام 1975
نشر أستاذ التاريخ بالجامعة التونسية الدكتور محمد ضيف الله وثيقة تثبت تخطيط المخابرات الفرنسية بموافقة رئيس الوزراء بومبيدو لاغتيال الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة العام 1975.
وأشار ضيف الله إلى أنّ الوثيقة “هي عبارة عن فقرة وردت في مقال طويل بجريدة الواشنطن بوست بتاريخ 24 ديسمبر 1975، مفادها أن رجل المخابرات فيليب تيرو دي فوجولي (Ph. Thyraud de Vosjoli) ذكر (ادعى/أكد) في كتاب له نشره تلك السنة بكندا بأن المخابرات الفرنسية المعروفة باسم مصلحة التوثيق الخارجي ومقاومة الجوسسة (SDECE) قد خططت لاغتيال كل من الرئيس بورقيبة والرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، وقد وافق على ذلك جورج بومبيدو رئيس الحكومة الفرنسية في عهد ديغول.
علمًا وأنه تم الكشف في 2012 على أن هذه المخابرات نفسها هي التي اغتالت فرحات حشاد في 5 ديسمبر 1952.
علما كذلك بأن فوجولي المذكور عمل في المخابرات الفرنسية بين 1951 و1963، ثم انتقل إلى وكالة المخابرات الأمريكية.
دواعي مخطط المخابرات الفرنسية؟
أما عن أسباب الاغتيال، فقال الدكتور محمد ضيف الله: “أشياء كثيرة، يمكن أن يكون أقلها الإتيان بمن يكون أطوع منه، أو أن صلوحيته بالنسبة إليها قد انتهت، أو لأن سياسة التعاضد لم تكن موافقة عليها، وبالفعل ففرنسا هي من أسقطت في آخر الأمر سياسة التعاضد، أو انتقاما منه بعد أن قام بتأميم أراضي المعمرين، أو أن تكون الفرصة سانحة لها بعد خطاب أريحا والعداء المستفحل مع عبد الناصر، ويذهب الظن آنذاك إلى أن عبد الناصر هو من اغتاله. المهم أنه في السياسة لا يوجد أصدقاء دائمون وإنما مصالح دائمة. والأهم من كل ذلك أن المخابرات لا تتورع في كل آن وحين أن تتدخل بالاغتيال، وإذا فكرت حتى في اغتيال أصدقائها، فأولى أن تعكر الجو على من ليسوا أصدقاءها، بالأمس واليوم وغدا”.