أخبار عربية
المشهد التونسي بين الهزل والجدّ.. أين نحن؟
المشهد التونسي بين الهزل والجد.. أين نحن؟
الأستاذ خالد الهرماسي
تنويه: أدين دون تحفظ واستثناء أوتمييز كلّ أشكال العنف والخطاب السياسي المتشنج مهما كان مصدره. كما أدين جميع حملات التحريض والشيطنة المتبادلة بين جميع مكونات المشهد السياسي التونسي ما أنتج عديد التهديدات الإرهابية التي طالت عددًا من السياسيين بجميع انتمائاتهم الحزبية والفكرية إلى جانب بعض المثقفين ونشطاء المجتمع المدني، لعل آخرهم محور مقالنا السيد محسن مرزوق أمين عام حزب مشروع تونس الذي له منا كل التضامن والمساندة ضد هذه التهديدات الإرهابية الجبانة والتي تتجاوز شخصه كرجل سياسة لتنال من أمننا القومي وسلمنا الاجتماعي ومن هذا المنطلق، أرى أنه، لا حياد لدينا مع الإرهاب وأطالب بكل قوة فتح التحقيقات الجدية لمعرفة من وراء كل هذه التهديدات الإرهابية المتتالية ومن المستفيد منها في هذا التوقيت الدقيق الذي تمرّ به البلاد؟.
بعد تجاوز تونس فترة الزمن الانتخابي بما فيها من استقطابات وحملات انتخابية تتعدى أحيانًا حدود التنافس النزيه وهذا يعتبر مقبولًا نوع ما ويدخل في قانون اللعبة الانتخابية.
وبعد صعود رئيس دولة من خارج المنظومة له رؤية ونظرة إستراتيجية خاصة جدا تقطع مع المعهود الذي عشناه طيلة أكثر من ستين سنة وبعد تركيز مجلس نيابيّ يغلب عليه التشتت والتناقضات مما جعله تقريبا في وضع المجلس المعطّل أصبح المشهد السياسي عندنا يعيش حالة حرب، الكلّ ضد الكلّ، لتكثر الاتهامات والاتهامات المضادة ولم يعد أحد يستطيع الفرز بين من يحكم ومن يعارض الائتلاف الحاكم الذي من المفروض يكون الحزام الآمن والمساند الرسمي للحكومة أصبح يمثل القنبلة الموقوتة التي ينتظر انفجارها في أي لحظة لينهار سقف الحكومة ونعود إلى الصفر أو حتى إلى ما تحت الصفر.
المعارضة التي تبحث لها عن قائد يكون بمثابة السوبرمان أو super woman التي قد تكون عبير موسي خاصة وأنها منذ انطلاق العهدة البرلمانية الجديدة احترفت وببراعة بنت النظام البائد سياسة الأرض المحروقة وتعطيل سير دواليب البرلمان مما خلق حالة فوضى متواصلة جعلت كل الملاحظين يضعون جميع الطبقة السياسية في سلة مهملات واحدة طالبين بحلول عاجلة تقطع مع حالة إدارة التوحش التي نجحت بنت السابع من نوفمبر في خلقها لأجل ترذيل المشهد السياسي وبالتالي الانتقام من الثورة التي أزاحت نظام “بوها الحنين” لتصبح عبير بنت النظام البائد أداة تخريب تعمل لحسابها الخاص ولحساب الغير بمقابل وبالعملة الصعبة رأس مالها في ذلك معاداة حزب حركة النهضة ورئيسه الذي هو في الوقت نفسه رئيس البرلمان راشد الغنوشي حيث جعلت منه هدفًا لمحاولة إسقاطه بكل الطرق لعلها تحدث المعجزة وتحقق انتصارًا معنويًّا يمهّد الطريق أمام خلايا التجمع النائمة والتائهة لعودة غير متوقعة للحكم وبالتالي الرجوع إلى ما قبل 14 جانفيي 2011.
تقاطعت أحلام عبير ومصالحها مع مصالح ضحايا الانتخابات من أصحاب الأصفار على غرار محسن مرزوق وفاطمة المسدي وآخرون ليتكون حلف مشوّه هدفه الأساسي الهدم من أجل الهدم لتخرج علينا عذراء السياسة فاطمة المسدي تلوّح بإسقاط البرلمان في حركة بهلوانية أسالت الكثير من السخرية لدى الطبقة السياسية الجدية و أغلب الملاحظين والمحللين.
من جهته سوبرمان السياسة محسن مرزوق لم يبخل علينا كعادته بعروض الــ”وان مان شو” السياسي لينظر وينبر من أعلى برجه العاجي كأنه ميتيران زمانه أو مانديلا عصره، مع الاعتذار للزعيمين، لأنّ المقارنة لا تجوز، حتى أنه أخرج كل “الڤرينتا” الدبلوماسية لينهى ويأمر وزير الخارجية ورئيس الجمهورية، حتى تدين تونس وبشدّة تركيا وتطرد سفيرها من تونس بعد ورود تهديدات أمنية تمسّ من السلامة الجسدية لسي محسن الذي نتضامن معه ونتمنى له اللطف والنجاة.
نحن نقدر ونتفهّم صدمة سي محسن ونعزيه خاصة بعد هزيمة صديقه القرصان حفتر في حربه على أبناء بلده بطرابلس ونقول له: عليك باحترام حجمك ووزنك الانتخابي والسياسي لأنّ البالون المملوء بالهواء أول قشة طائرة قادرة على فرفعته ليذهب هباء. لهذا قليلًا من التواضع سي محسن، رجاءً وبكل لطف.
هذا دون الحديث عن بعض صغار السياسية من الذين أصابهم الغرور، حيث أنك تسمع لهم جعجعة ولا ترى منهم طحينًا على رأس القائمة مبروك كورشيد الذي أصبح اليوم يعاني من حالة برود سياسي جراء رميه من قبل سيده ووليّ نعمته يوسف الشاهد داخل “فريڤو” تحيا تونس “حزب الكناترية”.
في كلمة، يمكن لنا تلخيص المشهد السياسي التونسي في المثل الشعبي الشهير: (الزّغاريد أكثر من الكسكسي)، وكلنا نعرف والعالم يعرف براعة بنت السابع من نوفمبر في الزغاريد.
يوفى الحديث.
Views: 0