أخبار عربية
هل أتاكم حديث رفع الدعم عن الكمامات الطبية ؟؟؟
في هذا مقال، يسلط الأستاذ خالد الهرماسي الضوء على قرار الحكومة الذي مرّ في صمتٍ، والمتعلق برفع الدعم عن الكمامات الطبية ذات الاستعمال الواحد الموجهة للطبقة الوسطى والفئات الهشّة.
هل أتاكم حديث رفع الدعم عن الكمامات الطبية ؟؟؟
الأستاذ خالد الهرماسي
وسط كل هذه التجاذبات والصراعات السياسية السياسوية واهتمام الرأي العام بتفاهات عماد بن حليمة وفاطمة المسدي والمنذر ڤفراش والمؤلفة قلوبهم من أهل الأصفار، وبعد أن أصبحنا نستيقظ على أنغام الشرعية لننام على أشعار المشروعية وعندما بدأت عاصفة الكورونا تهدأ وتسترجع البلاد رويدًا رويدًا نسقها العادي ويلتقط الشعب البعض من أنفاسه، تخرج علينا الحكومة القوية والعادلة بقرار غريب عجيب ومثير، مرّ مرور الكرام أمام صمت الجميع، مستغلةً في ذلك حالة الدهشة والبهتة لدى المواطن أمام ما يعيشه من صعوبات يومية في معيشته وانتظار المصير المجهول لتداعيات تسونامي كورونا الاقتصادية وخاصة الاجتماعية.
الحكومة القوية والعادلة والمساعدات السخيّة
الحكومة القوية والعادلة والتي أنفقت عشرات المليارات في شكل مساعدات لوسائل الإعلام الخاصة، المكتوبة والمسموعة والمرئية بما فيها قنوات تلفزة خاصة تحقق سنويا أرباحًا خياليةً وخرافيةً جعلت من مالكيها أصحاب مليارات وعقارات وطائرات ويخوت وحتى أصحاب نفوذ وقرار يفوق أحيانًا سلطة قرار الدولة.
هذه المساعدات السخية التي دبرت تحت غطاء وشعار التعويض جراء الخسائر الناجمة عن جائحة كورونا، لم تبقى حكرا وحصريًا فقط على بارونات الإعلام، فللسياحة نصيب كذلك حتى يرضى عنا أصحاب النزل والمطاعم والمقاهي السياحية الفاخرة من صنف الخمس نجوم.
لا ندري إن كانت الصدفة وحدها أو هو التخطيط المحكم وضغط اللوبيات النافذة حتى نرى أكبر قطاعين اقتصاديين معروف عنهما تبييض الأموال والتهرب الضريبي يستفيدان دون غيريهما من مساعدات مالية طائلة متأتية من أموال دافعي الضرائب خاصة من الفئات المتوسطة والضعيفة بحكم الاقتطاع المباشر والمسبق من الأجور الشهرية!!!؟؟؟ لتبقى نقاط التعجب والاستفهام دون إجابة مقنعة من الحكومة القوية والعادلة.
رفع الدعم عن الكمامات الطبية
نصيب الطبقة الوسطى والفئات الهشة والضعيفة في المساعدات كان مهينًا ومخجلًا، بل هي إهانات في شكل إعانات حتى أنّ أبسط الأشياء التي تقي وتحمي المواطن خطر عدوى كورونا تراجعت الحكومة القوية والعادلة عن مسؤولياتها فيها لترفع الدعم عن الكمامات الطبية التي كان ثمنها 500 مليم ليرتفع إلى 800 مليم في حين أن عديد البلدان التي في حجمنا وحتى أقل منا، توزع فيها الحكومات الكمامات مجانًا على مواطنيها.
الحكومة التونسية القوية والعادلة أشبعت مواطنيها وأغدقت عليهم الوعود الزائفة واللغة الخشبية طيلة فترة الحجر الصحي الشامل وسجنتهم في بيوتهم طيلة ثلاثة أشهر لترفع عنهم بعد ذلك الحجر وترميهم لقمة سائغة للمضاربين و المحتكرين ورأس المال المتوحش ينهشون عظامهم.
قرار رفع الدعم عن الكمامات الطبية ذات الاستعمال الواحد هي رسالة سيئة من الحكومة القوية والعادلة إلى الطبقات المتوسطة والضعيفة مفادها أنتم لستم إلا مجرّد رقم في سياسة الدولة ولستم إلا الورق الصحي تمسح بكم الحكومات المتعاقبة أياديها لترمي بكم في سلة المهملات مع الأسف الشديد.
** يشار إلى نفاذ الكميات المتوفرة في الصيدليات خاصة بعد عودة تلاميذ الأقسام النهائية إلى المعاهد الثانوية. إلى جانب غياب شبه كلّيّ للكمامات التجارية التي وعدت الحكومة بتوفيرها قبل الرفع النسبيّ للحجر الصحي.
Views: 0