أخبار عربية

تونس تتعرض إلى الخيانة من الداخل..

تونس تتعرض إلى الخيانة من الداخل..

الأستاذ نصر الدين السويلمي

 

يملك زعيم الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي علاقة وصاية مع المتمرد خليفة حفتر ويدعم ميليشياته ومن معها من مرتزقة، ويؤمن السيسي كل الحدود المصرية مع ليبيا بطول 1049 كم وبعمق لا يقل عن 1000 كم. فيما يعتبر خليفه حفتر شخصية خارجة على القانون الليبي والدولي، لكنها تسنده الكثير من الدول خدمة لأهدافها الاستراتيجية أو الاقتصادية. ويمثل حفتر الثورة المضادة في ليبيا، كما يمثل السيسي الثورة المضادة في مصر، وكلاهما لا يخفي عداوته لــ25 يناير و 17 فبراير.
رغم ذلك أعلن السيسي في خطاب مباشر لا يحتمل التأويل، عن استعداد الجيش المصري لدخول الحرب إذا ما تحررت سرت والجفرة، واعتبر الجفرة وسرت بمثابة العمق الاستراتيجي الذي يدخل ضمن اهتمامات الأمن القومي المصري.
ومباشرة بعد خطابه تحول الإعلام المصري إلى خلية تضخ بلكنة واحدة وتستدعي الخبراء للحديث عن سرت والجفرة والأمن القومي المصري.
ذاك السيسي الذي تناغم مع وظيفته كمسؤول أول عن الثورة المضادة في مصر، فربط علاقة مع المسؤول الأول عن الثورة المضادة في ليبيا، الذي يسيطر بدوره على شرق ليبيا المحاذي لمصر.
*جيد !! وماذا عن تونس؟!
من المفروض ان تحافظ الثورة التونسية على مصالحها بالتحالف مع الثورة الليبية ضد الثورة المضادة، وبمساعدة حليفها على تأمين حدوده الغربية المحاذية لتونس، الأصل أن تفعل تونس ذلك وفق قدراتها وامكانياتها وبطريقة مدروسة.
لكن ما راعنا إلا والكثير من المنتسبين لتونس، يساعدون السيسي في الحفاظ على أمن مصر القومي ، ويسعون الى الوقيعة بيننا وبين جيراننا من راس الجدير الى ما بعد ترهونة، ثم ولما حاول رئيس البرلمان تقديم إشارات إيجابية للجار الليبي الذي يتحرك في العاصمة طرابلس وفق الشرعية الدولية، ثارت ثائرة حراس السيسي وحفتر، وتأثر الرئيس التونسي بتلك الهرسلة، ولم يكتف بالتراجع بل شرع في ضخ سلسلة من الرسائل السلبية تجاه مبادرة رئيس البرلمان، فعل ذلك انطلاقا من الثكنات في بدعة غير مسبوقة في تونس.
إذا ووفق الكثير من النخب السياسية والاجتماعية والإعلامية والثقافية في تونس، فإن الجفرة وسرت من صميم الأمن القومي المصري، وأن رأس الجدير يتبع دولة شقيقة لا يجب التدخل في شؤونها!!!!!
إنهم يبيعون تونس، انهم يعملون لصالح تمدد الثورة المضادة وصولا الى ما بعد حدودنا.. إنهم خونة جدا وكثيرا وبرشا…
الخلاصة
تقول نخب الدمار الشامل في تونس أنه من حق الثورة المضادة في مصر تأمين عمقها الإستراتيجي الذي يقارب 1000 كم، وأنه ليس من حق الثورة التونسية مهاتفة الرئيس الشرعي لليبيا فائز السرّاج، ولا دخل لها بقاعدة الوطية التي تبعد عن بلادنا 27 كم فقط!.
(هذا المقال لا يعبّر إلا عن رأي صاحبه)
Views: 0

Midou

A professional journalist and blogger who has worked in several newspapers and websites

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button