الجزائر تستعيد رفات 24 من شهدائها من فرنسا الاستعمارية
وصلت إلى الجزائر اليوم الجمعة 03 جويلية/يوليو 2020، رُفات 24 من المقاومين الجزائريين للاستعمار الفرنسي التي استرجعت من فرنسا إلى أرض الوطن على متن طائرة عسكرية تابعة للجيش الوطني الشعبي.
وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد أشرف على مراسيم استقبال رفات شهداء المقاومة الشعبية بأرضية مطار هواري بومدين الدولي، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.
وتم نقل رفات قادة المقاومة الشعبية إلى قصر الثقافة لتمكين المواطنين من إلقاء النظرة الأخيرة والترحم على أرواحهم الطاهرة فيما ستجري مراسيم دفنهم يوم الأحد 5 جويلية بمربع الشهداء في مقبرة العالية.
وتشمل المجموعة الأولى من رفات شهداء المقاومة الشعبية 24 مقاوما جزائريا للاستعمار الفرنسي كل من الشريف بوبغلة، عيسى الحمادي، الشيخ أحمد بوزيان، زعيمِ انتفاضة الزعاطشة، سي موسى والشريف بوعمار بن قديدة ومختار بن قويدر التيطراوي، من بينهم جمجمة سعيد قطع رأسه بالجزائر العاصمة سنة 1841، جماجم غير محددة الهوية.
كما تضم أيضا جمجمة محمد بن الحاج شاب مقاومٍ لا يتعدى عمره 18 سنة من قبيلة بني مناصر، جمجمة غير محددة الهوية، وكذا جماجم كل من بلقاسم بن محمد الجنادي، خليفة بن محمد (26 سنة) ،قدور بن يطو، السعيد بن دهيليس، سعيد بن ساعد، الحبيب ولد.
كلمة ألقاها يوم أمس بقصر الشعب: “بعد ساعات، ومع إطلالة الجمعة المباركة، ستحط بإذن الله في مطارِ هواري بودين الدولي، طائرة عسكرية من قواتنا الجوِية، قادمة من فرنسا وعلى متنها رفات 24 من قادة المقاومة الشعبية ورِفاقهم من جل مناطق الوطن، مضى على حرمانهم من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن أكثر من 170 سنة.
يتقدمهم الشريف بوبغلة والشيخ أحمد بوزيان، زعيمِ انتفاضة الزعاطشة، والشريف بوعمار بن قديده ومختار بن قويدر التيطراوي وإِخوانهم، من بينهم جمجمة شاب مقاومٍ لا يتعدى عمره 18 سنة من قبيلة بني مناصر يدعى محمد بن حاج، وستلتحق بهذه المجموعة الأُولى باقي رفات الشهداء المنفيين أمواتا، فالدولة عازمة على إتمامِ هذه العملية حتى يلتئم شمل جميعِ شهدائنا فوق الأرض التي أَحبوها وضحوا من أجلها بأعز ما يملكون”.
وأضاف رئيس الجمهورية بالقول: “إِن ذلك لفي صميمِ واجباتنا المقدسة في حماية أرواحِ الشهداء ورموزِ الثورة، وعدمِ التنازل بأي شكل من الأشكال عن أي جزء من تراثنا التاريخي والثقافي، وفي الوقت نفسه وحتى لا نعيش في الماضي فقط، فإن استذكار تاريخنا بكل تفاصيله، بمآسيه وأفراحه، بهدف حفظ الذاكرة الوطنية وتقييمِ حاضرِنا بمحاسنه ونقائصه، سيضمن لأبنائنا وأحفادنا بناء مستقبل زاهرٍ وآمن، بشخصية قوية تحترم مقومات الأمة، وقيمها وأخلاقها”.
وذكر الرئيس تبون في كلمته، بحسب (واج) بأن “من بينِ الأبطال العائدين من هم رافقوا فِي جهاده الأمير والزعيم عبد القادر بن محي الدين ـ رحمه الله ـ الذي أُعيد دفن رفاتِه في مقبرة العالية، بعد الاستقلال، وتضاف أسماؤهم إلى قائمة شهداء انتفاضات لالا فاطمة نسومر وبومعزة و المقراني والشيخ الحداد وثورة أولاد سيدِي الشيخ وناصر بن شهرة وبوشوشة وثورة الأوراس ومظاهرات ماي 1945، إلى أن تحقق حلمهم بثورةِ نوفمبر العظيمة التي قَصمت ظهر قوى الاستعمار الغاصِب وأعادت فرض الجزائر دولة مستقلة ذات سيادة في المحافِل الدولية ونبراسا للشعوب المناضلِة من أجلِ الحرية والاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، وقوة إقليمية بمواقف واضحة يحسب لها الحساب، وهِي على ذلك باقية”.
وكان موضوع اعادة جماجم المقاومين موضوع طلب رسمي تقدمت به الجزائر لفرنسا، حيث تم طرح المسألة خلال مباحثات بين السلطات العليا للبلدين.
وقد تم تأسيس لجنة مكونة من خبراء جزائريين للقيام بتحديد رفات هؤلاء المقاومين الجزائريين.
و ستحيي الأمة هؤلاء القادة و أعضاء المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي خلال مراسيم دفنهم بالجزائر التي تعتبر بلدهم الام التي ضحوا بحياتهم من أجلها.
وصرح وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني شهر يناير 2019 أنه ” تم تحديد 31 رفات والعملية متواصلة”.