أخبار عربية
إنهم لكاذبون، أدعياءُ غدرٍ لا دُعاة حروبٍ وطنيةٍ مقدّسةٍ
إنهم غدّارة ! إنه فخ…
الأستاذ نصر الدين السويلمي
ماذا لو نتوقف عن هذا العبث؟! ماذا لو نعود إلى الأصل ونشرع في حوار وطني طويل وجاد حول إيجابية الانتقال الديمقراطي وأهمية الانتقال السياسي وحتمية تثبيته، ونبذل كل جهدنا لإقناع حزام الحكومة بمحاسن المدنية وفوائد الديمقراطية ومطاعن العسكرية وويلات الطرق الالتفافية، ماذا لو ترجلنا عن الحمق واسترجعنا بعض عقولنا التي اختطفتها الأحلام الماكرة، واعترفنا أن معارك التنمية والحرب الطاحنة ضد أوكار الفساد الراسخة الخبيرة المدربة على التلون وعلى المعارك الخاطفة، إنها ستكون عبثية سرابية ما لم تتوفر لها الإرادة وتُشحذ لها الهمم وتجهز لها الأرضية، وقبل ذلك وبعدها يتم التحشيد لها كخيار وطني يرتقي على كل الخيارات الأخرى الضيقة والماكرة والجاحدة والغادرة.
كيف سنخوض المعركة الاجتماعية ومعركة التنمية والمعركة ضد الفساد بأنفس منخورة وبأحزمة متناحرة متآكلة تبحث عن الخلاص من بعضها قبل الخلاص من بعض الفساد، كيف سنتقدم على تلك الجبهات وأحزمة سياسية تضغط على الفخفاخ من أجل رفع الدعم عن بعض الوزراء التابعين للحزب الأكبر في البلاد، ثم تتواصل مع الاتحاد من أجل توجيهه الى قطاعات معينة كالصحة والنقل ودفعه الى طلب النزال وزرع التوتر واحداث البلبلة والتشكيك وتكثير الشغب!!!
ماذا لو تعقّل الفخفاخ وأدرك أن الذين يحذرونه من المنظومة القديمة ومن قلب تونس، قلوبهم ليست ضد الفساد وإنما تبحث عن الفراغ لتتوسع، والا ما نسّقوا وحاربوا الحزب الأكبر ثم نسّقوا وحاربوا التعبيرة الثورية الفاقعة “ائتلاف الكرامة” بل ووسعوا حربهم لتطال ثورة مصرية منكوبة وشرعية مسلوبة وشهداء ومساجين وجراحات مفتوحة تنزف منذ 2013.. يا ربي انهم يستغبوننا بالزّاف ڨع! كيف يكرهون المنظومة القديمة و ينسقون معها لهرسلة شرعية 25 يناير!
من يدرس الساحة لا يملك إلا تحذير أنور معروف وعبد اللطيف المكي وغيرهم من أي محاولة اشتباك تغرد خارج السرب، يدفع إليها معسكر التربص وينسق خلف ظهوركم مع مكتب تنفيذي بات يبحث عن تحقيق أي مكاسب وبأي الطرق من أجل رفع أسهمه في معركة البطحاء الداخلية القادمة. سوف يدفعونكم إلى الدخول في مواجهة مع الفساد العملاق المتجذر ثم يطعنونكم من الخلف، سوف يسحبون الرماة ثم يسحبون الميمنة والميسرة، وكذا الخيّالة، ثم يحرشون الأحزاب والأعراب ويدلونهم عن مقاتلكم، ثم يتركونكم حفاة في مجابهة عرمرم الفساد، بل سوف ينسجون حولكم المؤامرة تلو المؤامرة ثم يوقّعون لائحة تطالب بمحاسبتكم أنتم على الفساد وليس محاسبة الفساد الذي تحاربونه، ومن يمنعهم من طعن وزير في ظهره وهم الذين طعنوا حزب الوزير شريكهم وسندهم وسند حكومتهم الأول والذي بدونه تنهار الحكومة ويخر سقفها… انهم يأكلون الغلة ويسبون الملّة، فاجلسوا اليهم واطلبوا منهم أن يواصلوا أكل الغلة وأن يتوقفوا عن سب الملة، لأن ذلك من فعل اللؤماء، أفعال لا ترتضيها القطعان الأليفة كالحملان والنمل والنحل، وحدها قطعان الضباع جُبلت على ذلك.
كيف ثم كيف.. كيف يا ابن أمّ! كيف يبيتون ليلتهم يتآمرون عليك ويبحثون سبل تقليمك ويتجسسون على مطاعنك ويلقّطون سقطاتك لاستثمارها في تشذيب أطرافك، ثم يمرون عليك في الصباح يندبونك لقتال عصابات الفساد!!! تالله إنهم لكاذبون، أدعياء غدر لا دعاة حروب وطنية مقدسة.
Views: 1