أخبار عربية
أمّ المعارك.. المرسوم 116 وتحرير الإعلام
ائتلاف الكرامة يخوض واحدة من أخطر وأكبر المعارك بعد الثورة! دعــــــــواتكم…
الأستاذ نصر الدين السويلمي
إنّه المرسوم 116 وما أدراك ما المرسوم “مياوسطاش”، قمرة القيادة الماكرة التي تقاسم احتكارها وحدات عبد الوهّاب عبد الله والعصابات الحمراء التي اتفقت مع منظومة بن علي على تدمير الثورة وتشويه كلّ ما يمتّ للحريّة بصلة، مقابل التكافل والتآزر في ملاحقة كلّ ما يمتّ للهويّة بصلة، عمليّة تبادل خنزيريّة للأدوار بين أعداء الثورة وأعداء الثوابت، انتهت بالمشهد الإعلامي أسيرا يئنّ تحت زطّالة الحشيش الأحمر وأزلام الحقبة النوفمبريّة القاتمة.
منذ مدّة باشر الأحرار الإعدادات للمعركة الحاسمة، لتنتهي اللمسات الأخيرة اليوم الأربعاء وتنطلق عمليّة التحرير بشكل فعلي على الأرض، وحدات ثوريّة مدجّجة بالشرعيّة ومتسلّحة بالحريّة ومعبّأة بالوطنيّة ستقوم باقتحام الدهليز رقم 116 أين تتحصّن العصابات الهاربة من الحريّة ومن التنافس النزيه، قراصنة الاحتكار والالتفاف، عصابات تصادر الكلمة وتكتم أنفاس المختلف مع ممسوخهم، تلتقي كلّ العناصرالحمراء في الليالي الحمراء على موائد الشراب الأحمر لكي تكيد إلى إذاعة هنا بتهمة رفع الأذان أو بثّ القرآن، وقناة فقيرة هناك بتهمة الخروج عن أجندة الرابطة الحمراء لحقوق الأقليّة الممسوخة الرافضة للتعايش المصرّة على البطش بهويّة الشعب وثورته وانتقاله الديمقراطي.
لقد تأكّدوا منذ ما قبل انتخابات 23 أكتوبر وبعد أن جسّوا النبض وتحرّوا وتحرّكوا في بطن الشارع، تأكّدوا أنّ الصناديق تكرههم وتعافهم، فقرّروا اعتلاء أسطح الجمعيّات التي احتكروها في عهد بن علي، ومن على متنها يرجمون ويبتزّون ويهدّدون ويعطّلون، تحصّنوا بالجمعيّات النسائيّة والحقوقيّة الممسوخة والنقابيّة ذات الدفع الجرادي.. وشرعوا في نهش الديمقراطيّة وعملوا جاهدين على إنشاء دولة موازية مجرمة في خاصرة الدولة الشرعيّة.. بعد أن كانوا عبيدا لدولة القمع، أذلّاء يموؤون ويخورون ويقاقون أمام مقرّات التجمّع للفت أنظاره إليهم..
هذا هو الفساد الذي يجب محاربته وملاحقته، وحين يتمّ اقتلاعه ويصبح للدولة لافتة واحدة وتصمت كلّ الكيانات الموازية وتنصرف إلى مهامها الطبيعيّة، ويتمّ السيطرة على العربدة والصعلكة حينها يمكن الشروع في مطاردة بقيّة الفساد دون الخوف من غدر الكيانات الموازية.
لماذا سكنهم الرعب وشاع عويلهم واحتشدوا وحشّدوا لمجابهة مشروع الائتلاف؟.
ببساطة لأنّهم سيفقدون السيطرة على منابع الابتزاز، وأيّ مصيبة أكبر لهم من هكذا اقتراح ” إضافة فصل جديد للمرسوم يتمّ بمقتضاه إحداث قنوات تلفزيّة من خلال تصريح بالوجود لدى الهيئة عوضا عن إسناد إجازات بثّ وفق كرّاس شروط.. و إلى إلغاء التراخيص فيما يتعلّق بإحداث القنوات التلفزية والمحطات الإذاعيّة”.
هذا يعني أنّهم لن يساوموا ولن يتآمروا ولن يتركوا الدنيا وما فيها، والعالم والقمر والمريخ، وتمرّ عليهم الليالي وهم يهرفون زيتونة…زيتونة…زيتونة… قرآن.. قرآن.. أذان… وحين تخضّهم الثمنة وترتخي ألسنتهم تحت وقع أم الخبائث، يفقدون السيطرة على حرف الزاي، فيرددون: جيتونة… جيتونة……. آو جيناكم نهار سبعطاش ديسمبر وانتهى الأمر، فقط تحتاجون إلى بعض الوقت حتى يقضي عليكم الزمن والآفات.
Views: 0