أخبار عربية
الرّاجمات الإعلامية لمحور الشّرّ وإعلام المناولة والدعارة في تونس
الراجمات الإعلامية لمحور الشر وإعلام المناولة والدعارة في تونس
الأستاذ خالد الهرماسي
اكذب اكذب حتى يصدقك الناس ثم اكذب اكثر حتى تصدق نفسك.
نظرية في الإعلام الحربي ابتدعها جوزيف ڤوبلز وزير الدعاية النازي واليد الحديدية لزعيم الرايخ أدولف هتلر حيث سيطرت ألمانيا النازية على كامل أوروبا وأجزاء من العالم طيلة فترة ليست بالقصيرة لتجعل من الإعلام الحربي أهم سلاح لديها تخترق به كل خطوط الدفاعات المحصنة والمدججة بالمدرعات والمدافع عن طريق الكذب والتمويه الإعلامي.
رحل هتلر ورحل معه منظر الإعلام الحربي جوزيف ڤوبلز وسقط الرايخ ومعه الفكر النازي ليكتب المنتصرون التاريخ الذي كما قال فيه عالم علماء علم الاجتماع التونسي عبد الرحمان ابن خلدون إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار وفي باطنه نظر وتحقيق.
تتوالى الأيام والسنوات وتتسارع الأحداث والمتغيرات الإقليمية والعالمية ليعيش العالم حروب ساخنة وأخرى باردة ويبقى الإعلام الحربي ونظرية جوزيف ڤوبلز هي رأس الحربة لما فيها من تأثير سحري حيث أن عديد المعارك العسكرية وقع حسمها عن طريق المدرعات والمدمرات الإعلامية.
عالمنا العربي والإقليمي لم يكن في منأى عن الصراعات والحروب وسفك الدماء خاصة منذ زرع الكيان الغاصب الصهيوني في قلب الأمة العربية تحديدًا فلسطين لتنطلق مع ذلك سلسلة النكبات والنكسات والهزائم والمؤامرات وصعود أنظمة الاستبداد والدكتاتورية والانقلابات العسكرية ليقع إثر ذلك بيع فلسطين بقدسها وكل أزقتها العتيقة وتاريخها العظيم في سوق النخاسة الصهيوني.
حدث كل هذا تحت تأثير مخدر الدعابة والإعلام الحربي حيث عندما كان جنود بني صهيون يتجولون في أنهج وأزقة القدس كانت إذاعة صوت العرب بوق الأنظمة العسكرية تروج لانتصارات وهمية وكاذبة مما جعل وقع النكسة مدمرًا على الشعب العربي أكثر من القنبلة النووية التي ضربت هيروشيما اليابان.
تتواصل شطحات وألاعيب ومؤامرات وتواطؤ المدمرات والراجمات الإعلامية العربية ليقع بعد فلسطين بيع العراق والحضارة البابلية في مشهد يدمي القلوب رجع بنا إلى العصور ما قبل الحجرية كما وعد بذلك جورج بوش الأب.
رغم الدمار والخراب الذي تسببت فيه الراجمات الإعلامية العربية السيئة الذكر مما جعل حالة من الإحباط واليأس تسيطر على إرادة الشعوب إلا أن بريق الأمل وطوق النجاة من قبضة الأنظمة الديكتاتورية العميلة والفاسدة يأتي من تونس وشبابها الذي تسلح بسلاح الإرادة واستجابة القدر كما قال الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي لتندلع ثورة ليست ككل الثورات وتقتلع معها نظامًا ديكتاتوريًا من أشد الأنظمة فسادًا و طغيانًا لترمي به في مزبلة التاريخ.
رغم جمال وروعة الثورة التونسية إلا أنها لم تكن للتصدير بحكم خصوصية تونس وشعبها لكن رغم ذلك انتشرت العدوى الإيجابية في المنطقة والإقليم لتخرج الشعوب العربية تطالب بحقها في الحرية والكرامة الإنسانية والقطع مع الدكتاتورية والفاشية وحكم الملوك والأمراء الفاسدين.
تسونامي الثورة التونسية هزّ العالم لتنقلب الأمور رأسًا على عقب بين داعم لمطالب الحرية والديمقراطية وبين ساخط مرعوب من ضياع الملك والإمارة وسلطة الحكم.
أعداء الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان أصابتهم مصيبة الثورة التونسية في مقتل وأول هؤلاء ملوك وأمراء الخليج خوفًا ورعبًا من ضياع الملك وثورة الشعوب عليهم لتنطلق هذه الدويلات تتقدمهم وتتزعمهم الإمارات في استهداف الثورات العربية وإعلان الحرب المقدسة دفاعًا من أجل البقاء والوجود وحماية الملوك والأمراء من تداعيات زلزال الثورة التونسية.
بعد امتصاص واستيعاب الصدمة تحركت المدمرة الخليجية عن طريق تنظيم الصفوف واختراق الثورات العربية مستعينة في ذلك بسلاح الراجمات الإعلامية لتنطلق حملات الشيطنة والتشويه والمؤامرات مما عجل في انتكاسة بعض الثورات على غرار مصر سوريا واليمن وتوتير الأوضاع في ليبيا.
محور الشر الإقليمي لم يهدأ له بال في ظلّ النجاح النسبي الذي تحققه التجربة التونسية ولو ببطء باعتبار تونس أصل ودينامو الثورات وفي نجاحها خراب الأمراء والملوك.
خطة القضاء على التجربة التونسية محورها وجوهرها وعنوانها الرئيسي القصف الإعلامي عن طريق المدافع العملاقة والراجمات الإعلامية.
مليارات من الدولارات وقع تخصيصها من أجل القضاء على التجربة التونسية ليقع تكليف عديد وسائل الإعلام التونسية عن طريق عقود المناولة في شن الحرب على الثورة لنرى إعلام أولاد مفيدة و شورّب والإعلام العجرودي وبقايا طواحين عبد الوهاب عبد الله يتكفلون بشيطنة وتشويه رموز الثورة وكل نفس يرنو للتغيير والقطع مع الفساد والاستبداد.
نجح محور الشر نسبيًا وبمساعدة شياطين الإعلام في تونس من استهداف الثورة التونسية خاصة مع الاغتيالات السياسية وتحريك الإرهاب لتصل التجربة التونسية حافة الهاوية لكن العناية الإلهية والحكمة السياسية والمناورة مكنت تونس من تفادي محرفة غلمان زايد وتأسيس دستور جديد وجمهورية ثانية تكون حزام آمان لتجربة رائدة وديمقراطية ناشئة في المنطقة والإقليم.
خسارة الأموال الطائلة التي تكبدتها بلدان الخليج المعادية للثورة التونسية دون تحقيق نتائج على الأرض جعل محور الشر يلغي عقود المناولة مع دكاكين إعلام الفشل والعار في تونس خاصة مع سجن ولد مفيدة باعث قناة الثورة المضادة تحت غطاء برامج التفاهة والسقوط الأخلاقي لتعلن عديد هذه القنوات إفلاسها خاصة مع قطع حنفية الدولارات الإماراتية عنهم بعد أن عاثوا فيها فسادًا عن طريق تبييض الأموال والتهرّب الضريبي مما جعلهم تحت التتبع القضائي وفق قانون الإرهاب وغسيل الأموال.
بعد فشل إعلام المناولة الحقير في النيل من الثورة التونسية ومكتسباتها أخذت الراجمات الإعلامية التابعة لمحور الشر بزمام الأمور لتنزل بنفسها الميدان من أجل المهمة المستحيلة لنرى قاذفات و مدرعات سكاي نيوز العربية تصول وتجول وتشعل نار الفتنة والحرب الأهلية أمام صمت وتواطؤ من هياكل قطاع الإعلام خاصة الهايكا والنقابات التابعة للإعلام والصحفيين!!!
تونس التي لقنت ولا تزال درسًا لغلمان محور الشر وعملائهم لتتحول من موقع الدفاع إلى الهجوم تحيل للبرلمان مشروع قانون يعدل المرسوم 116 المنظم لقطاع الإعلام مما أربك السماسرة مسببًا لهم صدمة ولطخة وزلزالًا مدمّرًا لأحلام تجار الإعلام بالجملة والتفصيل حيث بدأت العصابات النقابية وكتائب الهايكا في النواح والعويل والتهديد والوعيد لأن مشروع القانون يقطع عليهم طريق الفساد و(التڤحيف) والرشاوى والسفرات VIP والتسوق في دبي والإقامة في فنادق الخمس نجوم وتغيير السيارات مثل تغيير الملابس الداخلية.
لتتأكد الأمور وتتضح الصورة أن العمل النقابي في تونس هو رأس حربة الفساد وعليه يجب تفكيك مافيا العصابات النقابية بقوة القانون لأنهم بؤرة فساد متعفنة في حاجة لتدخل جراحي عاجل.
الخيانة والعمالة حبلهما قصير لـ”يبقى في الواد كان حجرو” بصعود نوع جديد من الإعلام البديل يقطع مع إعلام العار والدعارة والخيانة..
للحديث بقية.
Views: 2