كتب أستاذ الاقتصاد بالجامعة التونسية رضا شكندالي تدوينة حول وضعية الاقتصاد التونسي فأكد أنّ نسبة النمو ستتراجع وفق التقديرات بأكثر من 7% بسبب أزمة كوفيد-19.
وقال الدكتور شكندالي: “الاقتصاد التونسي يمر حاليا بأسوأ مرحلة في تاريخه، فعلاوة على أزمة الكوفيد 19 والتي أضرت بالاقتصاد التونسي بعد الضرر الحاصل لشركائها الأساسيين في أوروبا حيث تشير القديرات الى تراجع النمو فيه بأكثر من 7%، تضاف هذه الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد حاليا وهي بالأساس أزمة ثقة بين المكونات الأساسية للمشهد السياسي والتي انفجرت بعد فضيحة تضارب المصالح لرئيس الحكومة المستقيل”.
وأضاف أنّ “التقديرات الرسمية قبل الأزمة السياسية تشير الى تراجع النمو الاقتصادي لهذه السنة الى ما دون -6% خاصة في قطاعي السياحة والنقل والقطاعات المصدرة كالنسيج والملابس والجلد والقطاعات الميكانيكية والكهربائية. كما تشير التقديرات الرسمية الى تفاقم البطالة الى حدود 20% أي ب 5 نقاط كاملة وتراجع مداخيل الدولة من الجباية بحوالي 5 مليار دينار كاملة”.
الوضع الاقتصادي المتأزم
أكد شكندالي أنّ ” هذا الوضع الاقتصادي المتأزم ألقى بضلاله على الوضع الإجتماعي حيث نشهد آلاف المواطنين يحتجون على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها خاصة في الجنوب التونسي وهو ما أدى الى توقف أنشطة الصناعات غير المعملية من المناجم واستجراج النفط مما ينبأ بأزمة مالية غير مسبوقة”، مضيفًا أنه “قد زادت الأزمة السياسية الحالية الوضع الاقتصادي والاجتماعي سوءا وأهتزت ثقة الشعب التونسي في نخبه السياسية وهو يشاهد أطوار الفضيحة المالية لرئيس حكومته من ناحية والعبث السياسي الذي يحدث تحت قبة البرلمان من تعطيل للجلسات العامة وتسجيل النقاط السياسية على حساب المصلحة العامة. هذا الوضع الخطير لا يمكن أن يمثّل أرضية للإصلاحات الاقتصادية ولا لتحفيز المستثمر التونسي ولا لجلب المستثمر الأجنبي ولا يطمئن المؤسسات الدولية التي ترغب في مساعدة تونس على الخروج من أزمتها المالية”.
تغليب المصلحة العامة
شدّد الأستاذ شكندالي على أنّ “المطلوب، تغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة وذلك بتجنب عقلية الإقصاء ونبذ الآخر. فتونس تتسع للجميع والكل متضرر مما يحدث. فلا بد من التسريع باختيار رئيس حكومة يحضى بأوسع توافق ويكون له تمثيلية برلمانية واسعة تساعده على تمرير برنامجه الاقتصادي والاجتماعي. أزمة الكوفيد 19 وإن أضرت كثيرا بالاقتصاد التونسي، فقد وفرت فرصا كثيرة وجب حسن استغلالها لبناx مستقبل أفضل لتونس”.