لن يستسلم الغنوشي إلى ابتزاز الثّورة المضادة
كتب المحلل السياسي نصر الدين السويلمي تدوينة في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حول ما يحصل في تونس هذه الأيام من فوضى تقودها النائبة عبير من خلال ترذيل وتعطيل عمل البرلمان.
واستنتج السويلمي بأنّ رئيس البرلمان لن يستسلم غلى الثورة المضادة اعتبارا إلى أنّ ما يحصل يهدف إلى وضع الغنوشي تحت تصرّفه.
وأشار إلى أنه، بما أنه لن يخضع للثورة المضادة، فإنه “من الوارد اغتياله”.
وقال: “من المستحيل أن يستسلم إلى الثورة المضادة.. من الوارد اغتياله…”.
وأضاف: “من المستحيل أن يستسلم الغنّوشي بطبعه وتاريخه وثقله إلى ابتزاز الثّورة المضادّة، مقابل ذلك ليس من المستبعد أن تعمد الثورة المضادة الى تصفيته كآخر الحلول، ربما هي اليوم تلعب أوراقها الأخيرة، بعد أن استدعت المغشوش المضروب الفشوش الثوري، ودثرت به عبير، ثم راهنت على هذه الرّغوة التجمّعية كآخر الملاذات قبل الالتجاء إلى التصفية الجسدية! الى اطلاق النّار..”.
واستدرك السويلمي قائلًا: “.. لكن وحين يغتالون الغنوشي سيدركون أنهم كانوا من الواهمين وان النهضة ليست الغنوشي! بل هو الحزب العريق العميق الذي اختار فترينة الغنوشي ليعلّق عليها نياشينه التاريخية، سيدرك السفهاء إذا اقترفوا جريمتهم أن الغنوشي تزيّن بعباءة النهضة التي أسهم في نسجها وليس العكس.
إنهم حين يقتلون الغنوشي سيقوم لهم ألف غنوشي.. ثم أنه وفي كل الأحوال لا نخال الرجل الثمانيني ترهبه مسدساتهم الجبانة أو خراطيشهم المعفّرة بفضلات ضباع النفط، إذْ لم ترهبه مشانق بورقيبة حين كان في مقتبل العمر، فكيف به وهو يتشّوف القدوم على الله.
هل يقتلونه أم يواصلون الرهان على ارهاقه لمّا شارف على عقده الثامن، ذلك في علم الغيب وليس في علم سدنة الثورة المضادة وإن عزموا على اقتراف جريمتهم، لكن الأكيد ومهما تكن خياراتهم القذرة، فالرجل لن ينهي حياته على أريكة ناعمة، الأكيد أنه سيموت واقفا، والأكيد أيضا أنه سيدفع ثمن ما اقترفه..
ستدفع الثمن يا غنوشي..
ستدفع الثّمن لأنك عارضت بورقيبة
ستدفع الثّمن لأنك عارضت بن علي
ستدفع الثّمن لأنك تزعمت فكرة المرجعية الإسلامية في تونس
ستدفع الثّمن لأنك بكرت منذ 1969 مع اخوانك ببعث فكرة اصلاحية تحولت لاحقا الى حزب
ستدفع الثّمن لان حزبك قاد المعارضة التونسية لــ 30 سنة
ستدفع الثّمن لأن حزبك قاد تجربة الانتقال الديمقراطي لــ10 سنوات
ستدفع الثّمن لأنك أفسدت خطة محمد بن زايد في تونس
ستدفع الثمن لأنك الملاحق او المطارد الأول للثورة المضادة في العالم العربي
ستدفع الثّمن لان حزبك ينجح بالديمقراطية
ستدفع الثّمن لان حزبك يؤمن بالتعايش
ستدفع الثمن لأنك تقبل بنتائج الصناديق وتهنئ خصمك حين يفوز عليك
ستدفع الثّمن لأنك تقبل بالتنازلات لصالح الديمقراطية التونسية الناشئة
ستدفع الثمن لأنك رفضت تسليم السلطة لبقايا الصناديق بخلاف منطوق الصناديق
ستدفع الثّمن لأنك قمت بالكثير من التجاوزات في حق الثورة المضادة..
ثم أنك ستدفع الثّمن، لأنك سحبت البساط من تحت الفساد، فتعرى الفساد.. وتعرى أكثر من يدعم الفساد.. وتعرى إلى حد الثّمالة من يسمسر بالفساد….
إن تعش فهو ذاك.. وإن تمت فقد مضت سنّة الأولين..
ردد أورادك وكن على استعداد.. ثم اشفع أورادك بالأثر الجميل:
ولست أبالي حين أقتل مسلمًا ** على أيّ جنب كان في الله مصرعي”.