اعتبر الأستاذ مصباح شنيب، وهو نقابي سابق، وناشط سياسي، وفي المجتمع المدني، أنّ الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي، وهو يجلس ممسكًا بالسجل لتسجيل الأصوات “انتهاكًا مكشوفًا لتراتيب التصويت”.
وقال شنيب: “يا لها من مذلّة يطيح بكرامة التونسي”، وشدّد على أنّ أولئك الذين تقدموا للتصويت “خضعول لثقافة القطيع”.
وأكد في تدوينة له أنه “لم يعد لهذا الهتاف (اتحــــاد مستقل والقواعد هي الكل) من معنى بعدما رضي ممثلو القواعد في المجلس الوطني بالاصطفاف واحدا وراء واحد للإدلاء بأصواتهم أمام الأمين العام الممسك بالسجل في انتهاك مكشوف لتراتيب التصويت كما توافقت عليها الديموقراطيات في العالم أجمع”.
وأضاف النقابي السابق: “يا لها من مذلّة تطيح بكرامة التونسي عندما يتقدم من اختاره زملاؤه لينوب عنهم في المجلس الوطني فإذا به يخضع لثقافة القطيع ويطأطئ رأسه تحت أنظار الماسك بالسجل فيبصم بـ “نعم” ثم ينقلب إلى أهله مذمومًا مدحورا..”.
وقال في تدوينته: “عرف التونسيون ألوانا من التزوير والتزييف طيلة ستين عاما حتى انتهى بهم الأمر إلى مقاطعة الانتخابات ودأب التجمعيون ومن سبقهم على ملء الصناديق بأوراق الأحياء والموتى.. وها نحن نعيش اليوم وضعًا شبيهًا حيث يجري التصويت تحت إشراف صاحب المصلحة في هذه اللعبة السمجة”.
وتساءل الأستاذ شنيب في استنكار: “أين الجهات الرقابية وأين الإعلام المحرّر، أتراه استعاد بنفسجيته الفاقعة؟”.
وقال: “الإعلام اليوم يبتلع لسانه إزاء فساد المشهد الانتخابي في أعتى منظّمة نقابية عربيا وإفريقيا، فهل هو الحنين إلى عبودية من طراز آخر ..هل عدنا إلى ثقافة التعليمات”.
واشار مستغربًا بالقول: “عندما شاهدت صورة الأمين العام يمضي المبايعون أمامه على السّجلّ لم أصدق فدققت النظر فارتدّ بصري خاسئا وهو حسير..”، مؤكدًا أنّ “الانتهاك يرتقي إلى درك الفضيحة والقواعد مدعوة إلى محاسبة النواب وتعديل المشهد النقابي الذي طعن في الصميم”.
خيانة عظمى
واعتبر الأستاذ مصباح شنيب أنّ ما حصل في أحد نزل الحمامات “خيانة”، وتساءل: “من كان يظن أن الاتحاد على يدي الطبوبي سيشوقه الحنين إلى خزعبلات الماضي القريب حيث كان يجري تفصيل الترّهات على مقاس من بيدهم الأمر..”.
وقال: “اتحاد المناضلين والشهداء الأبرار يجرّه الطبوبي إلى مسخرة يشرف عليها بنفسه وهو صاحب المصلحة تماما كما كان بن علي يفعل”، مضيفًا “الطبوبي سيحمل على أكتافه أوزار هذا الاختيار المضحك الذي أهداه إليه خياله الخصب قبل استكمال آخر عهدة له أمينا عاما على رأس منظمة العمّال وتقوده حجج بائسة قوامها تصحّر الاتحاد -الذي يشرف عليه هو ومن معه- من الكفاءات فيسارع إلى القبض على الزمن قبل أن يتفلّت من بين يديه وتحضر إلى بديهته لعنة “الاستثنائي غير الانتخابي”، وتسكن عقله الباطن والظاهر فيسكن إليها وتسكن إليه، وعلى ضفاف الحمامات يتحقق الحلم بنسبة نوفمبرية”.
لا تقرأ لا تكتب “بنسبة 96،22%”
وأكد شنيب أنّ “هذه النسبة البغيضة ترسم أمام أعيننا شبح الدكتاتوريات.. هذه النسبة يجسدها اتحاد طليعي في تبنيه للديموقراطية.
يا إلهي كيف يستقيم هذا العبث؟.
اشهد يا شعب بأن هذا ظلم وسقوط وخيانة موصوفة.
كيف لأمين عام مسؤول أن يخترع وهمًا لا أساس له في قوانين المنظمة ويمضي في تنفيذه إلى النهاية؟.
في الحقيقة يصعب عليّ أن أصدّق بعد اليوم أيّ قول يصدر عن الانقلابيين.
إنها الخيانة الموصوفة”.
رسالة إلى الأمين العام
وكان النقابي السابق مصباح شنيب وجّه رسالة مفتوحه إلى الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي، قبل انعقاد المؤتمر الاستثنائي جاء فيها: “تحية نقابية
لن أبثّك ما يعتلج في نفسي من مشاعر الأسى جرّاء حوكمتك المنحازة للاتحاد العام التونسي للشغل .. فقد كثرت أخطاؤك وتكاثرت حساباتك وتفاقم طرحك وجمعك ولعل أسوأ إنجاز قمت به في حق تطاوين يوم قدمت اليها على عجل إثر وفاة المغفور له بإذن الله المناضل كمال عبد اللطيف وأشرفت على ترميم مكتبها التنفيذي في غرفة مغلقة في أقل من نصف ساعة وانصرفت مزهوا فرحا بعد تنصيب صديقك الاتي من غير أفق نقابي ولم تتشاور مع قدماء النقابيين ولا اهتممت بأي منهم وهم الذين ذاقوا الأمرين جراء الحفاظ على الاتحاد وتعرضوا للعنف ولسوء المعاملة ولم يكن همهم اللهاث وراء المواقع قدر اهتمامهم بوضع الاتحاد بين أيد أمينة.
اليوم اتضح لي أنك تضع في المقام الأول مصالحك الذاتية دون سواها وبالمناسبة أرفع لك خالص التهاني بأن جهوي تطاوين أصبح أثرا بعد عين وبأنه بات أضحوكة في كل المحافل وأنا أمسك أناملي الناقرة على لوحة مفاتيح حاسوبي حتى لا أقول ما يؤذي الناس ويجرح سماحتهم وينال من الأخلاق العامة…
اليوم أنت وبعض رفاقك تستعدون للإغارة على القانون الأساسي لتنقيح الفصل 20 حتى ينفتح لكم طريق التمديـــــــــد … فتمددوا ما طاب لكم التمدد فللاتحاد نساء ورجال سيعيدونه الى سيرته الأولى ..
ملاحظة شخصية:
وأنت تلقي خطبك النارية رجاء رفقا بالفصحى التي لم يبق لنا شيء في دنيانا نعتز به
سواها بعد أن أكل العرب بعضهم البعض وأطاحوا بكل المخزون القيمي والثقافي وهرولوا الى الصهاينة عراة كما كانوا يطوفون بهبل ذاك الصنم الجاهلي.
اراك تأتي في حق فصحانا ما يذهب العقل وتطيش معه الرصانة وينزل منسوب الذوق الى ما دون الصفر فكم من مجرور رفعت ومن مرفوع كسرت في تخريب فظيع للغتنا الجميلة وانا لست ألومك بل ألوم العربان الذين تطيعهم ولا يشكلون لك حتى خطبك ..
أيها “الأمين” كن أمينا على لغتنا فذرها ومصيرها فلك في العاميّة بديل عنها وهي لعمري أداة تواصل تؤدي الغرض وقادرة بكفاءة كبيرة على تمرير التنقيح بصورة جد مهذبة.
وأهمس في أذنك في الختام بأنه لا خوف على الاتحاد والأيام دول وللتاريخ صولة وجولة”.
Related