أيّها الوزراءُ خطابكم الْمُفَرْنَسُ والْمُعَرَّبُ والدّارجُ إفسادٌ للذّوق وعجزٌ عن الإبلاغ
توجّه الأستاذ مصباح شنيب إلى السادة الوزراء في حكومة هشام المشيشي باعتماد اللغة العربية في التواصل مع المواطنين.
وأكد الأستاذ شنيب أنّ خطاب الوزراء “المفرنس والمعرّب والدارج قد لا يصل إلى عموم الناس”، معتبرًا أنه “خطأ في التواصل وإفساد للذوق وتشويش للفهم وعجز عن الإبلاغ”.
وفي تدوينته توجّه السياسي والناشط في المجتمع المدني مصباح شنيب بالقول: “السيدات الوزيرات وكاتبات الدولة والسادة الوزراء وكتاب الدولة.
السادة أعضاء الحكومة بإطلاق.
معلوم أنّ أغلبكم يعتنى بمظهره ويأخذ زينته قبل الذهاب إلى إستوديوهات التلفزات والراديوهات التي تكاثرت بما يربو على عدد أعضاء الحكومة الميامين ولا يخفى على أحد أن بعضكم -على الأقل- يستنصح خبيرا في الاتصال يلقنه فنون التواصل ويعلمه مفردات الجاذبية حتى يلقى الناس بوجه حسن ومظهر لائق، ويفترض -في نفس الوقت- أنه يسدي له ما غلا من النصائح حول فنون مخاطبة الجمهور ليكون إبلاغ الرسالة وافيًا مستوفى.
وهذا كله يساعد على البقاء في الحكومة أطول وقت ممكن ويساعد كذلك على اكتساب شعبية يحتاجها عضو الحكومة في تدرجه نحو المواقع الأهم في السلطة.
غير أنه، ولئن تجلت طلعة السادة أعضاء الحكومة مشرقة وأكسيتهم ناطقة ببهائها فإن لسانهم ليس طليقا في الغالب ونحن – أعزكم الله – ننتمي إلى أمة الخطابة والبيان اذ كان أجدادنا في الزمن الغابر إذا استمع أحدهم إلى شعر بليغ أو قول فصيح مزق قميصه طربا وتمرغ على التراب انتشاءً.
طبعا، ليس مطلوبا -اليوم- من السادة الوزراء أن يفعلوا ذلك لطول البعد عن ذاك الزمن ولارتفاع ثمن الطواقم التي يلبسون فضلا عن أن ذلك مذهب للهيبة وطارح للوقار.
ما المطلوب إذن؟:
المطلوب الوفاء للدستور ” الشعب التونسي الإسلام دينه والعربية لغته “. وإذا خرق الوزير او الوزيرة الدستور فعلى الدنيا السلام.
– التخلي عن العجمة والرطانة بلسان غير مبين بالنسبة الى أغلبية مواطنينا.
– التخلي عن الترجمة كأن ينطق وزير بلسان عربي غير مبين ويترجم ذلك الى لغة فولتار كما لو أنه يخاطب شعبين أو يؤكد للرائين والسامعين أنه من أصحاب اللسانين.
“مخ الهدرة” لغة التواصل هجينة وركيكة وأحسب أنها لا تؤمن المعلوم من الخطاب بالضرورة.
يا أصحاب المعالي للغتنا العربية إيقاع عذب ونبرة بهية فتدربوا على النطق بها على الأقل أو قوموا بفسخها من الدستور.
لا تنسوا أنّ خطابكم المفرنس والمعرب والدارج قد لا يصل الى عموم الناس وهذا خطأ في التواصل وإفساد للذوق وتشويش للفهم وعجز عن الإبلاغ ولا بأس أن تتابعوا نظراءكم في باقي المعمورة بأي لسان يخاطبون شعوبهم”.