الهيئة المديرة للنادي الإفريقي تطالب بفتح تحقيقٍ حول شُبْهَةِ تلاعبٍ بنتيجة مباراةٍ

طالبت الهيئة المديرة للنادي الإفريقي الجامعة التونسية لكرة القدم، والرابطة الوطنية لكرة القدم بفتح تحقيقٍ حول شبهة تلاعب بنتيجة مباراةٍ كان الإفريقي أحد طرفيْها. ووجّهت الهيئة المديرة للنادي الإفريقي مراسلةً إلى الجامعة التونسية لكرة القدم. ودعتها إلى فتح تحقيق في شبهة تلاعبٍ بنتيجة مباراة بطولة الشبان في صنف الأصاغر بين النادي الإفريقي وجندوبة الرياضية.

المباراة دارت في ملعب جندوبة. وكانت من أجل الفوز ببطولة الموسم الحالي حيث يتنافس الإفريقي والنادي البنزرتي من أجل التتويج ببطولة هذا الصنف (تحت 17 سنة). وجاء في مراسلة النادي الإفريقي إلى الجامعة والرابطة، أنّ فريق جندوبة الرياضية تخاذل من أجل عدم إنهاء المباراة، وذلك خدمةً لمصلحة النادي البنرزتي.

ودارت المباراة بين جندوبة الرياضية والنادي الإفريقي يوم الأربعاء 22 جوان الجاري. وتمّ توجيه شكوى إلى الرابطة التونسية لكرة القدم يوم الخميس 23 جوان 2022.

الهيئة المديرة للنادي الإفريقي وشبهة التلاعب بنتيجة مباراة

النادي الإفريقي كان مطالبًا بالفوز بفارق 10 أهداف من أجل التتويج ببطولة الموسم. وذلك اعتبارًا إلى أنّ النادي البنرزتي كان فاز بنتيجة كبيرة على هذا الفريق. وهو ما جعله يتفوق على النادي الإفريقي بفارق الأهداف المقبولة والمدفوعة.

فريق جندوبة الرياضية، وقبل أن تبدأ المباراة كان في نيّته التخاذل وإهداء البطولة إلى النادي البنزرتي، بحسب مراسلة النادي الإفريقي. ويظهر ذلك من خلال اللعب بتشكيلة منقوصة من لاعبيْن، أيّ تشكيلة تضمّ 9 لاعبين فقط.

وفعلًا بدأت المباراة، وبعد مرور 23 دقيقة فقط، تمكن النادي الإفريقي من تسجيل 5 أهدافٍ. وهنا عندما شعر جندوبة الرياضية بأنّ النادي الإفريقي قادر على تسجيل الـ 10 أهداف، سقط 3 لاعبين على العشب بداعي الإصابة. وانتظر الحكم الوقت القانوني ليعود اللاعبون الثلاثة إلى الميدان، لكنهم رفضوا ذلك. وهنا ما كان من الحكم إلا أن أعلن عن نهاية المباراة.

قالت الهيئة المديرة للنادي الإفريقي إنّ هناك شكوكًا تحوم حول شبهة التلاعب بنتيجة المباراة من طرف جندوبة الرياضية خدمة للنادي البنزرتي.

الهيئة المديرة للنادي الإفريقي تتّهم جندوبة الرياضية بشبهة التلاعب

أشارت هيئة النادي الإفريقي في مراسلتها إلى أنّ الفريق المستفيد الوحيد هو النادي البنزرتي. فهل يُعقل أن يلعب فريق بتسعة لاعبين بينما هو يلعب فوق ميدانه؟. أيعقل أن يُصاب 3 لاعبين في نفس الوقت ولا يقدرون على المواصلة؟.

هل إلى هذا الحدّ وصلنا حتى مع فرق الشبان إلى التلاعب بنتائج المباريات؟. ماذا ننتظر من شبّان لا تتجاوز أعمارهم 17 سنة. كيف نطالبهم بالتخاذل حتى يستفيد فريق آخر على حساب الفريق المنافس؟. هل بهكذا، تصرّفات، نربّي أبناءنا على الأخلاق وتطبيق القانون والعدل، والروح الرياضية؟.

أنستغرب من هؤلاء الشبان التلاعب بنتائج المباريات عندما يصلون إلى فريق الأكابر؟. هل نستغرب من هؤلاء الشبان الذين قد نجد منهم التاجر، والجزار، والخضار، والمعلّم، والمحامي، والقاضي، مستقبلًا، أن يتلاعبوا بمصائر المواطنين. وإلى جانب ذلك يُفشون الغشّ والفساد في المجتمع؟.

التلاعب بنتائج المباراة إِنْ ثَبَتَ جريمةٌ في حقّ المجتمع

بالتالي، لا يجب أن نستغرب عندما نسمع بتلاعبٍ حصل في مباريات الأكابر في البطولة التونسية. وما حدث من شبهات تلاعب في مباريات “البلاي آوت” أخيرًا يندى له الجبين. الغريب أنّ مثل هذه الأحداث تمرّ كأنّ شيئًا لم يكن، ونعود من جديدٍ لموسم جديد، بدون قراراتٍ صارمةٍ.

إحقاقًا للحقّ، فقد اتخذت الجامعة بعض القرارات الصارمة في السنوات الأخيرة، لكن الضغوطات كانت أكبر منها، ليتمّ التراجع عمّا تمّ إقراره. وبالتالي فالرابطة التونسية لكرة القدم مطالبة بفتح تحقيقٍ جدّيٍّ حول ملابسات ما حصل في ملعب جندوبة. وإذا ثبتت شبهة التلاعب بنتيجة المباراة، فيجب الضرب بقوّة، ومعاقبة المسؤولين أشدّ عقابٍ.

هؤلاء المسؤولون، إن ثبت ما تدّعيه الهيئة المديرة للنادي الإفريقي، يجب أن يبتعدوا نهائيًا عن الإشراف على الشبان، وعن قطاع الرياضة نهائيًا. لأنّ ما قاموا به، إن حصل فعلًا، هو جريمة، وأيّ جريمة، لا في حقّ أولئك الشبان فقط، بل في حق المجتمع ككلّ. وبالتالي لا يجب السّكوت عن هكذا تصرّفات بعيدة جدًا عن الروح الرياضية.