يوسف العلمي يتّخذُ هذا القرارَ المفاجئَ

يوسف العلمي رئيس النادي الإفريقي يفكّر جدّيًّا في الانسحاب من رئاسية نادي الشعب. وقد وصل اليونسي إلى هذا القرار الذي يعتبر مفاجئًا بعد الضغوطات الكبيرة التي تعرّض لها في الفترة الأخيرة. وخاصة بعد الهزيمة في الدربي أمام الترجي الرياضي التونسي، والتعادل أمام النادي الصفاقسي في رادس.

يوسف العلمي وهذا القرار المفاجئ

علمت “برشة نيوز” أنّ الرئيس يوسف العلمي يفكّر بقوة في الانسحاب، للأسباب التي ذكرناها. فجزء من جماهير النادي الإفريقي صبّت جمّ غضبها على يوسف العلمي  بعد الهزيمة في الدربي، والتعادل ضد النادي الصفاقسي.

إحقاقًا للحق، الجماهير لم تغضب فقط بسبب الهزيمة في الدربي. وفي الواقع فقد غضبت الجماهير مما حصل في مباراة الدربي. وما كان من كلّ ما رافق الدربي وما حصل فيه.

واستغربت الجماهير سبب غياب يوسف العلمي عن مباراة الدربي. خاصة أنّ ما حصل من جماهير الترجي لم يسبق أن حصل سابقًا في تونس على مرأى ومسمع الجميع، دون أن يحرّك أحد ساكنًا.

لقد كان بإمكان النادي الإفريقي أن يرفض مواصلة اللعب في تلك الظروف اللارياضية. وكان على المسؤولين المتواجدين، وهو قلّةٌ، أن يطلبوا من الحكم إيقاف المباراة. ولا يواصللون اللعب بعد 10 دقائق فقط من توقف المباراة، تطبيقًا للقانون.

وحتى إن رفض الحكم هيثم قيراط، أو مراقب المباراة مراد الدعمي، ذلك، فالقانون واضح، ولا يواصلون مهما حصل حتى لو أدّى بالرابطة إلى هزم النادي الإفريقي.

يوسف العلمي وجماهير الإفريقي وما حصل في الدربي

وقال الناطق الرسمي رشيد الزمرلي، خلال تدخله في قناة التاسعة، بعد الدربي، إنّه طلب من الحكم والمراقب إيقاف المباراة. لكن مراد الدعمي، قال له سيواصل المباراة مهما حصل.

القانون واضح، والجميع يشاهد المباراة مباشرة، وبالتالي لا هيثم قيراط، ولا مراد الدعمي، قادران على أن يغالطوا الجميع، أو يفرضوا تطبيق اللاقانون على النادي الإفريقي.

في تلك المباراة، لم يكن هناك مسؤولٌ قويٌّ، في الملعب، قادرًا على أن يقول لا لمواصلة اللعب، ويتحمّل مسؤوليته في ذلك. فاالقانون واضح، لا لبس فيه.

في الواقع، هذا ما أغضب الجماهير. كل جماهير النادي الإفريقي غضبت. ولكن البعض فقط، قال ما لا يقال عن يوسف العلمي.

في الواقع، فإنّ العلمي، عدا مباراة الدربي، وما حصل خلالها، بغضّ النظر على النتيجة الحاصلة، المسؤول عنها المدرب واللاعبين دون سواهم، فقد قام منذ فيفري 2021 بعمل كبيرٍ.

شتّان بين إفريقي العلمي وإفريقي اليونسي

أين كان النادي الإفريقي خلال فترة عبد السلام اليونسي، واين أصبح الآن. وذلك بالرغم من الديون الكثيرة التي لا تزال تؤرّق المسؤولين والأحباء. فالجميع يعمل أنّ الإفريقي بمثل هذه الديون المتراكمة، لا يمكنه أن يكون حاسمًا في البطولة، أو المسابقة الإفريقية.

الواقع، أنّ عددًا من الجماهير، لم تغفر للعلمي ما حصل في الدربي للنادي الإفريقي. بصراحة النادي الإفريقي في مباراة الدربي فقط، تمامًا كما كان مع اليونسي. غيابٌ شبه تامّ للمسؤولين القادرين على أن يطالبوا بحقّ النادي، وفق القانون.

المشاكل العديدة، والضغط كبيرٌ، ويوسف العلمي، ما هو إلا بشرٌ غير قادر على تحمّل مثل هذه الضغوطات من الجماهير، التي تطالب بأحسن مدرّب، وأحسن لاعبين، وأحسن نتائج. وهذا ليس في متناول النادي الإفريقي الحالي. إذا استثنينا أنّ جمهور الإفريقي، يفهم الوضعية الحالية الحقيقية للنادي، ويقوم بتنظيم “لطخة” قوية لا تقلّ عائداتها عن 5 مليون دينار، تساعد الهيئة على الأخذ بزمام الأمور، والقيام بانتداباتٍ كبيرةٍ.

عدا ذلك، لا نرى أنّ الأمور ستتغيّر بين يوم وليلة، لأنّ الديون التي يبقى النادي الإفريقي مطالبًا بتسديدها كبيرة جدًا. ناهيك أنّ بعض اللاعبين لم يحصلوا على بعض رواتبهم، خلال الموسم الحالي.

المهمة صعبةً، بالرغم من أنها ليست مستحيلةٌ، إذا تكاتفت الجهود من كلّ من في جسده قطرات دمٍ حمراء وبيضاء. والواقع أنّ العلمي لوحده غير قادرٍ على تحمّل جميع المصاريف، والقيام بانتداباتٍ كبيرةٍ.

من هنا، كان قرار الانسحاب من رئاسة النادي الإفريقي. ولو أنّ القرار لم ينضج بعدُ، وقد يتر اجع يوسف العلمي عن قراره المفاجئ، إذا وجد آذانًا صاغيةٍ ممن يسمّون أنفسهم “كبار النادي”. ولو أنّ النادي الإفريقي ليس له من “كبار” غير جماهيره.

ولكن أحيانًا، يقدر ما تمثل هذه الجماهير قوةً ةدعمًا كبيريْن للنادي، بقدر ما تتحوّل أحبانًا إلى أكبر مشكلةً يعاني منها الأحمر والأبيض. وبالتالي، الجماهير يحب أن تعبّر، ولكن ذلك لا يجب أن يتجاوز المنطق والمعقول. فما حصل أخيرًا لمنتصر الوحيشي، وهو ابن النادي، عيبٌ وأيّ عيبٍ. كما أنّ عادل السليمي، هو الآخر، بعد مباراة الدربي، لم يسلمْ من البعض.