أخبار عربية

ابن التكتّل.. سبحان من أحيا “الترويكا” من جديد

ابن التكتّل.. سبحان من أحيا الترويكا من جديد

الأستاذة حياة بن يادم

 

كلّف رئيس الجمهورية قيس سعيّد يوم الإثنين 20 جانفي 2020، إلياس الفخفاخ بتكوين الحكومة في أقرب الآجال.

هذه المرة رسالة التكليف تختلف عن سابقتها، إذ تضمنت وصايا تحدّد بوصلة التركيبة القادمة للحكومة منها:

*محاربة الفساد، حيث خاطب الفخفاخ قائلا: “سنقاوم معًا بعزيمة لا تلين كل من عاث في هذا الوطن العزيز فسادًا”.

*تطبيق القانون بكل صرامة حيث دعا رئيس الجمهورية الرئيس المكلف، قائلا: “لا تأخذكم في تطبيق القانون لومة لائم كلنا أمامه سواسية”.
*تحميل الأمانة حيث قال لإلياس: “تذكروا الشهداء والجرحى، لولاهم لما كنا هنا، وأصغوا لآنّات العاطلين والفقراء”.

إلياس الفخفاخ والأحزاب

 

تلقت الأحزاب الممثلة في البرلمان هذا التكليف بالارتياح من طرف الشعب والتيار و تحيا تونس و النهضة، حيث اعتبر الناطق الرسمي لهذه الأخيرة الفخفاخ “صديقًا قديمًا” في غمزة لزمن الترويكا، إلى الاستغراب من “قلب تونس” الذي وضع كل بيضه في المترشح فاضل عبد الكافي، ناسيًا أنه هو من أعلن بعد غياب عن الساحة السياسية وفي ذات ليلة 23 سبتمبر 2019 دعمه لنبيل القروي ضد قيس سعيد، و لم يخطر بباله أنّ مصيره سيكون بين يدي الأخير. إلى الرفض من الحزب الحر الدستوري المصاب بفوبيا النهضة حيث صنف الفخفاخ عندهم “خوانجي”.
في أولى أيام المشاورات لتشكيل الحكومة يستقبل الرئيس المكلف جوهر بن مبارك الذي أشرف على مرحلة من مراحل المفاوضات للحكومة السابقة الراسبة في امتحان منح الثقة بالبرلمان ذات يوم 10 جانفي 2020، قصد تكوين حكومة قوية محاطة بحزام سياسي رباعي مكون من النهضة، التيار، الشعب وتحيا تونس.

يدل هذا على ذكاء الرجل وعدم مضيعته للوقت والبدء من الصفر، بل البناء على ما تمّ سابقًا من تفاهمات ومحاولة تنقية الأجواء من الرطوبة قصد الوصول إلى حكومة سياسية قوية تتبنى وصايا الرئيس.
الرئيس المكلف قدّم هويته لدى أول تصريح بعد تكليفه “أنه سيعمل على أن تتكون حكومته من فريق مصغّر منسجم وجدّي يجمع بين الكفاءة والإرادة السياسية القوية والوفاء للثوابت الوطنية وأهداف ثورتنا المجيدة”..

مواصفات إلياس الفخفاخ؟

 

بهذه الكلمات نستطيع أن نصنّف الرجل بأنه:
* صاحب كفاءة عالية ويتجسد ذلك في اختيار نوع الحكومة “المصغرة والمنسجمة” والقادرة على تحقيق وصايا الرئيس والآخذة بعين الاعتبار الوضعية الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد لتكون قدوة في الاقتصاد والحفاظ على المال العام.
* سياسي بامتياز حين اشترط وجود الإرادة السياسية في الأعضاء المرتقبين للتشكيلة الحكومية، لأنه يدرك جيدًا أنّ الكفاءة وحدها بدون إرادة سياسية كأنها بدون روح لا تستطيع أن تبادر وتكتفي بالأداء ضمن الممكن دون الاجتهاد.
* وطني وينتمي لثورة الحرية و الكرامة.. علاوة على سيرته التي تبين نشاطه ضمن دائرة الأحزاب المؤمنة بالثورة، فإنه لم يفوّت فرصة في الدفاع على منظومة حكم الترويكا بالأرقام وبالحجج مبينًا أنها أحسن فترة إلى الآن من حيث نسبة النمو، متحديًا على المحطات الإعلامية كل المشككين، كما أنه في كلمته لم يخجل من الإشادة بالثورة ووصفها بالمجيدة.
لا أدري لماذا النهضة لم تنصت للنخبة؟، وكان ذلك في مقال سابق بتاريخ 6 نوفمبر 2019، “هل سينصت شورى النهضة لصوت النخبة؟” حيث أشرت فيه لرأي الدكتور محمد ضيف الله الذي دوّن “يجب أن يكون رئيس الحكومة القادم ذا خلفية وتكوين اقتصادي.. من أهمهم الوزير السابق إلياس الفخفاخ، و مما يميزه أنّ له تجربة سياسية من موقع معارض للمنظومة القديمة”، لما تجنبنا كل هذا التعطيل.
لكلّ ما سبق يتضح وأنّ الطريق مفتوح نحو القصبة أمام ابن التكتل ليعيد تحيا تونس الذي اقترحه من حيث لا يدري الترويكا (النهضة، التكتل، التيار، سليل المؤتمر من أجل الجمهورية) إلى الحكم معزّزة مكرّمة بحركة الشعب وتحيا تونس.. فسبحان من أحيا الترويكا من جديد.

Views: 0

Midou

A professional journalist and blogger who has worked in several newspapers and websites

Related Articles

Leave a Reply

Back to top button