ماذا قال الرئيس الجزائري تبون عن تعديل الدستور وإصلاح المنظومة التربوية والعلاقة بفرنسا؟
ماذا قال الرئيس الجزائري تبون عن تعديل الدستور وإصلاح المنظومة التربوية والعلاقة بفرنسا؟
وحول قطاع الإعلام، أكد تبون على الحرية المطلقة للإعلام مستثنيًا ما يتعلق بالمساس بالقوانين وأخلاقيات المهنة والتقاليد.
وبخصوص الشأن الليبي، أكد أنّ الجزائر ستعمل على جمع الفرقاء الليبيين لمصلحة الشعب الليبي.
وتحدثت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقابلته مع وسائل الإعلام الجزائرية عن العلاقة الفاترة مع فرنسا، مشيرًا إلى أنّ ذلك يعود إلى تدخّل فرنسا في الشؤون الداخلية للجزائر في بداية الحراك الشعبي.
وقال: :يوجد في فرنسا لوبي لديه كراهية خاصة للجزائر التي تعرف كيف تدافع عن مصالحها وكرامتها وسيادتها”.
تعديل الدستور والقانون الانتخابي
قال الرئيس الجزائري: “أود أن يعلم المواطن بفحوى هذا الموضوع. أنا شخصيا اخترت مختصين يفهمون اللغة الدستورية والمحتوى الدستوري. لذا حددت الأطر التي تدعم هذا التغيير الذي طلبه الجزائريون كلهم سواء من الحراك أو من غير الحراك. عندما يتم انجاز المسودة الأولى لتعديل الدستور لا يكون هناك نقاش عشوائي.
وقد سبق أن كانت لدينا تجربة في تعديلات دستورية أخرى، فضلنا أن تكون مسودة توزع فيما بعد على كل الفئات ليكون تعديلا شاملا للدستور.
وبعدها تجتمع اللجنة مرة أخرى وتأخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات وتثري أو تغير من الاقتراحات الأولية ربما يضيفون 10 أو 15 أو 20 بندا أو يغيروا تحرير بند من بنود الدستور ليلبي كل طلبات المواطنين الذين لديهم نفس الرغبة في إعطاء مناعة للبلاد من بعض التصرفات.
لما ننتهي من النسخة النهائية، يقدم للبرلمان بغرفتيه لمناقشته والتصويت عليه قبل عرضه على الاستفتاء الشعبي. فضلت أن يمر للنقاش في البرلمان وأن تعطي توضيحات أكثر للمواطنين حتى تكون لديهم فكرة عن الدستور وأن يكون الاستفتاء تحت اشراف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. واذا قبل الشعب الدستور فمرحبا وإذا رفضه فمرحبا، لنمر إلى تعديلات أو تغييرات أخرى حتى نصل الى دستور توافقي. وبعد كل هذه الاجراءات, نصل الى استفتاء معناه ان كل الجزائريين أعطوا رأيهم لأنه ليس دستورا على مقاس رئيس أو فئة أو نظام حكم. وانطلاقا من هذا الدستور تبدأ المرحلة الأساسية.
وبالنسبة لقانون الانتخابات، فإنه يأتي في الدرجة الثانية بعد تعديل الدستور وسيكون قانونا صارما يجرّم استعمال الوسائل غير القانونية التي تجعل المواطنين غير سواسية أمام الصندوق ويجرّم استعمال المال الفاسد وصراعات أخرى”.
استغلال ثروة الغاز الصخري
أكد عبد المجيد تبون على أنّ: “الغاز الصخري ضروري. كان هناك رد فعل سلبي لمواطني عين صالح واستغلال الغاز الصخري تطور في الولايات المتحدة، حيث توجد بين الفيلات هناك آبار للغاز الصخري. أول تجربة لنا كانت غلطة حيث لدينا صحراء شاسعة لكن ذهبنا إلى عين صالح.
ثانيا، قرار استغلال هذا الغاز جاء فجأة ولم نحضر المواطنين لذلك لتبدأ التأويلات وحتى الشعوذة. سنقيم التجارب بهدوء وهذه أمور تهم الاخصائيين ولابد أن تتأكد كل أطياف الشعب أن هذه ثروة مدفونة وإذا أردنا رفع المستوى المعيشي لابد من استغلال هذه الثروة. استغلال الغاز الصخري يحتاج إلى نقاش وطني و ليس انفراد بالرأي وثروة منحك اياها الله سبحانه وتعالى, لماذا تحرم نفسك منها؟.
اليوم نستهلك 43 بالمئة من إنتاجنا للغاز ومع عدد السكنات التي تنجز ومع مشاريع تزويد السكان بالغاز في المناطق الجبلية والريفية, استهلاكنا الداخلي للغاز سيرتفع إلى ما فوق 60 بالمئة في المدى القصير والمتوسط ونحن دولة منتجة للغاز أكثر منها بترولية وهذا واقع يفرض نفسه, حيث لدينا ثاني أو ثالث مخزون عالمي من الغاز الصخري ونحن لا نصدر لا مواد فلاحية ولا صناعية. الباب مفتوح أمام استغلال الغاز الصخري وسنفتح النقاش مع الأوساط المؤثرة.
منطقة شناشن المتواجدة بين تندوف وأدرار عبارة عن محيط من الرمال و خالية من السكان و باطنها يحتوي على كمية كبيرة من الغاز الصخري. لدينا امكانيات لنستغل هذا الغاز و سنتكلم في الموضوع بعد أن نتجاوز المرحلة الحالية, ولما ندخل في بناء الاقتصاد وتمويله. شخصيا, لا أفهم كيف يرفض البعض استغلال الغاز الصخري ويفضل اللجوء إلى المديونية الخارجية. لماذا؟
هذا نقاش طويل ومتشعب نتركه للأخصائيين أولا ولما يأتي دور القرار السياسي سيكون هناك قرار سياسي”.
تغيير جذري لإصلاح المنظومة التربوية
أكد عبد المجيد تبون أنّ: “كل الجزائريين يطالبون بالتغيير الجذري للمنظومة التربوية وبالأخص الطور الابتدائي، وأنا أمنع منعًا باتا إدخال الإيديولوجيا في التعليم الابتدائي. فالمواطنة تقتضي إنشاء جيل متشبع بالروح الوطنية والأخلاق والانتماء الحضاري.
بالنسبة للبرامج الدراسية, ينبغي تخفيفها مع الاهتمام بنوعية التعليم بالتدرج وترك الطفل يعيش طفولته بصفة طبيعية ومتوازنة، مع وضع حد لظاهرة ثقل المحفظة من خلال استغلال الوسائل التكنولوجية مع تكوين المعلمين وتكييفهم مع هذه الوسائل الحديثة.
ينبغي الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة. هناك مشاكل حاليا لا تتعلق بالدراسة, وألتزم بمعالجة المشاكل الاجتماعية للمعلمين, غير أنه لا ينبغي أن يستعملوا التلاميذ كوسيلة للضغط, فكثرة الإضرابات لا تخدم التلميذ.
ينبغي إعادة النظر في تأطير التعليم في كل الأطوار, وذلك بصفة تدريجية من خلال تحسين البرامج والوضع المادي للأساتذة والمعلمين, بالإضافة إلى الاعتناء بالتلاميذ خاصة في المناطق النائية من خلال ضمان النقل المدرسي والإطعام, وستكون هناك عقوبات صارمة ضد أي تقصير في هذا الشأن”.
الحرية المطلقة للإعلام دون المساس بالقوانين وأخلاقيات المهنة والتقاليد
شدّد الرئيس الجزائري بالقول: “أنا وعدت بالحرية المطلقة للإعلام إلا فيما يتعلق بالمساس بالقوانين وأخلاقيات المهنة والتقاليد.
وسنحارب بشراسة الأكاذيب والتجريح. أما فيما يخص الوضع الاجتماعي للصحفيين, فينبغي التكفل بالحماية الاجتماعية لهم، لأن هناك بعض الصحفيين في القطاع الخاص مرتباتهم هزيلة وليس لديهم تغطية اجتماعية. ألتزم بمحاربة هذه الظاهرة في كل القطاعات خاصة كانت أو عمومية.
هناك في الجزائر 160 جريدة، بينها صحف قوية فرضت نفسها وأخرى تحاول البروز، كما أن هناك صحفًا سحبها ضعيف وهو نفس الشيء بالنسبة للقنوات الخاصة التي لديها ممتلكات غير أن عمالها مازالوا في حالة مزرية. أعد بعدم التمييز بين الصحفيين في القطاع الخاص والعام، مع تمكين الصحفيين من دورات تكوينية.
سأساعد عمال القطاع إلى أقصى حدّ، وأدعو إلى خلق نوادي للصحفيين في كل ولايات الوطن، كما أدعو الصحفيين إلى لمّ شملهم وإنشاء نقابة خاصة بهم.
بالنسبة للمؤسسات المتعلقة بالقطاع كسلطة ضبط السمعي البصري، فسنحاول تفعيل دورها قبل نهاية سنة 2020، وقد طلبت من مديرها القيام بزيارة إلى نظيراتها في دول أخرى للاستفادة من تجربتها”.
استعداد الجزائر لاحتضان الحوار بين الفرقاء الليبيين
شدّد تبون على أنّ: “هناك اجماع على ما اقترحته الجزائر، لأن الجزائر معروفة ولا تبحث عن تقوية نفوذها جغرافيا. فالشعب الليبي الشقيق يعاني, والجزائر معروفة بتجاربها في مجال الوساطة وقامت بذلك لفائدة عدة دول دون البحث عن البروز أو طلب مقابل، بل من أجل إحلال السلم والامن.
هناك تصريحات مشجعة، من بينها تلك التي أدلى بها كل من فايز السراج وخالد المشري بخصوص دور الجزائر في حل الأزمة الليبية عن طريق الحوار. اذن نحن لدينا ثقة الجانبين, بالإضافة الى أن أغلب قبائل الجنوب بصفة عامة وقبائل مسراتة والزنتان والتوارق كلهم طلبوا وساطة الجزائر، وهذا يشجع السلم في ليبيا.
الامور تسير في الاتجاه الصحيح. وزير الشؤون الخارجية الفرنسي قال أن الجزائر تعد قوة توازن وسلم, وابتداء من اليوم يبدأ حضور دول الجوار الى الجزائر, كما يأتي وزير خارجية ألمانيا لتبليغهم نتائج ندوة برلين الدولية حول أزمة ليبيا.
الليبيون طلبوا وساطة الجزائر, وهذه تقاليدنا منذ سنة 1962, منذ استقلالنا ونحن نتدخل بين الشعوب والدول لتصفية الجو, وأنا متفائل”.
لا نقبل تدخّل فرنسا في شؤوننا الداخلية
أشار الرئيس الجزائري إلى أنه: “بالفعل كانت هناك مرحلة فتور بعد أن تيقن الجزائريون أن هناك تدخلا في شؤون بلادهم عقب تصريحات للجانب الفرنسي في بداية الحراك الشعبي. أما الآن فإن الجزائر بجيلها الجديد وقيادتها لا تقبل بأي تدخل أو أن تمارس عليها وصاية. فالجزائر ليست محمية لفرنسا، فهي دولة حرة وتملك مستقبلها.
نحن كجزائريين من المواطن البسيط الى المسؤول، غيورين على السيادة الوطنية, خاصة حينما تأتي محاولات التدخل في شؤوننا الداخلية من المستعمر القديم, فيجب أن يكون هناك احترام متبادل بين الطرفين.
يوجد في فرنسا لوبي لديه كراهية خاصة للجزائر التي تعرف كيف تدافع عن مصالحها وكرامتها وسيادتها.
وبالنسبة لإفريقيا، فإن الجمهورية الصحراوية عضو مؤسس للاتحاد الافريقي وتعتبر قضية تصفية استعمار”.
وتمّ انتخاب عبد المجيد تبون رئيسًا للجزائر بنسبة 58.13٪ في الانتخابات التي جرت بداية الشهر الماضي.