رياضة

مَنْ أَحَقُّ بالدعوة إلى المنتخب التونسي: الفرحاتي أم الدّبشي؟

أثارت دعوة حارس الترجي الرياضي التونسي صدقي الدبشي استغراب عديد الرياضيين التونسيين. وتساءلوا عن المقاييس التي يتم اعتمادها لدعوة لاعبٍ ما إلى المنتخب التونسي لكرة القدم.

ولم يكن هذا التساؤل مردّه رفضًا للحارس صدقي الدبشي، ولكن استهجانًا للمقاييس المعتمدة. فالحارس الدبشي لم يعرفه الجمهور التونسي العريض عدا في المباريات السبع الأخيرة التي يخوضها الترجي في مرحلة “البلاي أوف” للبطولة التونسية.

وفي المقابل دعوة الدبشي، يتمّ تجاهل حارس اتحاد بنقردان نور الدين الفرحاتي، الذي تألق في جميع المباريات. وساهم الحارس الفرحاتي بقسطٍ كبيرٍ في وصول ناديه إلى مرحلة “البلاي أوف”.

 

صدقي الدبشي برز في لقاء الدربي ضد النادي الإفريقي

 

الحارس صدقي الدبشي انتدبه الترجي الرياضي التونسي من مستقبل قابس قبل أكثر من موسمين. وبقي ينتظر دوره خاصة في ظلّ وجود الحارسيْن معز بن شريفية، وفاروق بن مصطفى. وفي الفترة الأخيرة، وبعد إصابة فاروق بن مصطفى، وتذبذب أداء معز بن شريفية، كان لزامًا على المدرب راضي الجعايدي أن يمنح الفرصة للحارس الثالث صدقي الدبشي.

الحارس الدبشي تألق في لقاء الدربي ضد النادي الإفريقي، فأوقف ضربة جزاء فشل في تجسيمها شهاب العبيدي، وتمكن من الوقوف ضد هجوم النادي الإفريقي في 5 فرص سانحة للتسجيل، على الأقل. واستحق في تلك المباراة شهادة الامتياز. ومباشرة عملت بعض وسائل الإعلام على التسويق بأن صدقي الدبشي هو الحلّ لحراسة مرمى المنتخب التونسي لكرة القدم . وذلك في ظلّ تذبذب عطاء أيمن دحمان، ولو أنه يبقى الأفضل على الساحة، حاليًا. إلى جانب بسير بن سعيد وعلي الجمل ومعز حسن.

بعد تلك المباراة “الكبيرة” لصدقي الدبشي، لم نرَ شيئًا، وبات هذا الحارس يقبل الأهداف، وآخرها كان ضد الاتحاد المنستيري. وإذا كان خط الدفاع كاملًا يتحمّل مسؤولية تلك الهداف الثلاثة، فإنّ صدقي الدبشي يتحمّل كذلك جانبًا من المسؤولية.

المهمّ، في هذا، أنّ الحارس صدقي الدبشي، وإن كان مشروعًا لحارسٍ واعدٍ، فإنه غير مؤهّل حاليًا للدعوة إلى المنتخب التونسي، في انتظار أن يكتسب الخبرة الكافية، ويثبت في موسمٍ كاملٍ مع فريقه، تألقه. فلا يمكن أن نحكم على أيّ لاعبٍ كان من مباراةٍ واحدةٍ. والحكم بالتالي يكون بالتألق المتواصل في جميع المباريات. وأن يثبت أنه قادر على تسيير خط دفاعه، وتجنب الأخطاء، وتوقّع مسار الكرة، والخروج في الوقت المناسب. وهذه المواصفات لن تكون إلا باكتساب مزيدٍ من الخبرة.

 

هل يستحقّ نور الدين الفرحاتي الدعوة إلى المنتخب التونسي؟

 

هذا السؤال طُرح في أكثر من حلقة نقاش، وكان الجواب، أنّ الحارس الشاب نور الدين الفرحاتي، وفي ظلّ غياب حرّاسٍ كبارٍ في البطولة التونسية للأسباب التي تعرّضنا إليها، فإنّ المنطق يفرض دعوة الفرحاتي وعدم تجاهله.

والمشكل برأيي، هو وسائل الإعلام وتأثيرها على رأي الناخب الوطني جلال القادري، ومعه مساعده علي بومنيجل. فنعرف جيدًا أنّ اتحاد بنقردان بعيد عن مناطق الضوء وتركيز الإعلام التونسي على الفرق الأربعة الكبرى دون غيرها. ولا يمكن أن تسمع بلاعب متميّز في أحد النوادي متوسطة الإمكانيات.

ونور الدين الفرحاتي، الذي انتدبه اتحاد بنقردان في بداية الموسم الجاري من النادي الإفريقي. وبالتالي فإنه سبق أن تدرّب خلال مرحلة تكوينه في النادي الإفريقي الذي يعدّ مدرسة في صناعة حرّاس المرمى. وذلك انطلاقًا من عتوقة، إلى مختار النايلي، وبوبكر الزيتوني، وعادل الهمامي، وصلاح الفاسي، وسليم بن عثمان، وغيرهم.

الحارس الفرحاتي، كان له القسط الأكبر في ترشح اتحاد بنقردان إلى مرحلة “البلاي أوف”. وفي هذه المرحلة، ويرغم النتائج السيئة لناديه، إلا أنه برز كأحسن ما يكون في جميع المباريات. وأكبر دليل أنه تألق ضد النادي الإفريقي في مباراتيْ الذهاب والإياب في مرحلة “البلاي أوف”. ووقف سدًّا منيعًا أمام هجوم النادي الصفاقسي في صفاقس، وتمكن اتحاد بنقردان من تحقيق التعادل هناك، وهو نعادل تحصل عليه الترجي بشق الأنفس، بينما انقاد النادي الإفريقي والنجم الساخلي إلى الهزيمة في ملعب الطيب المهيري.

في صفاقس، تمكن هو الآخر من التصدّي إلى ضربة جزاء، ووقف سدًّا منيعًا أمام هجومات زملاء دياكيتي. كما حقق اتحاد بنقردان التعادل في المنستير بالذات بفضل تألق الحارس نور الدين الفرحاتي. وإن قبل ثلاثة أهداف ضد النجم الساحلي، فإن ذلك يعود إلى ضعف المنظومة الدفاعية التي كثيرًا ما تنهار أمام ضغط هجومات المنافسين.

 

من أحقّ بالدعوة: صدقي الدبشي أم نور الدين الفرحاتي؟

 

نحن هنا لا نقارن بين صدقي الدبشي ونور الدين الفرحاتي، بقدر ما نؤكد أنّ المقاييس المعتمدة من طرف الناخب الوطني جلال القادري خاطئة، وأنّه عليه بمراجعتها. لا لشيء إلا لأنّ الوصول إلى المنتخب التونسي لكرة القدم لا يكون بمثل هذه السهولة. وعلى العكس من ذلك، فإنّ الأماكن في المنتخب التونسي لكرة القدم يجب أن تُنتزع انتزاعًا ولا تُهدى.

نور الدين الفرحاتي يستحق مكانًا حراسة مرمى المنتخب التونسي، وانظروا جيدًا إلى ما يقدّمه الآن، في مقابل أداء بشير بن سعيد، ومعز حسن، وعلي الجمل، وكذلك دحمان، الذي يبقى، للأمانة، أفضل من البقية.

وفي المحصّلة، فإنّ دعوة صدقي الدبشي، قد تضرّه أكثر مما تنفعه، ورغم ذلك يبقى مشروع حارسٍ متميّز، ولكن عليه إثبات ذلك، خاصة وأنه يلعب في الترجي الرياضي التونسي، الذي يملك خطّ دفاع، ووسط ميدان، متميّزيْن.

وفي المقابل، فقد أثبت نور الدين الفرحاتي أنه مشروع حارسٍ كبيرٍ، سيكون له شأنُ كبيرُ إذا وجد مكانًا كحارسٍ أوّل لمرمى النادي الإفريقي. وبالتالي فهو يستحقّ التواجد ضمن حرّاس المنتخب التونسي لكرة القدم.

 

شهادة مُحلّلٍ رياضيٍّ حول دعوة الدبشي وتجاهل الفرحاتي

 

اعتبر المحلل الرياضي فتحي المولدي في برنامجٍ رياضيٍّ على قناة التاسعة أنّ دعوة صدقي الدبشي إلى المنتخب التونسي “فضيحة”. وأضاف في تحليله: “لا يمكن أن نستدعيَ حارسًا إلى المنتخب التونسي لأنه تصدّى لضربة جزاء، أو أنه تميّز في مقابلة “الدربي””.

وتساءل المولدي في استنكار: “هل بهذه السهولة أصبح الوصول إلى المنتخب التونسي لكرة القدم؟”، مشيرًا إلى أنه قبل ثلاثة أهداف، في اللقاء الأخير ضد الاتحاد المنستيري”.

وقال: “أنا أشجع الحارس الصدقي الدبشي، ولكنه لم يقدم شيئًا يستحق من أجل الدعوة إلى المنتخب التونسي”. وتساءل: “كم لعب من مباراة مع الترجي؟، ما هي خبرته في حراسة المرمى؟”.

وتوجّه إلى مدرب المنتخب التونسي، قائلًا: “إذا لم يتصدّ لضربة جزاء في لقاء الدربي، هل كنت ستستدعيه؟”.

وأكد فتحي المولدي أنّ الناخب الوطني جلال القادري، أضرّ صدقي الدبشي أكثر مما نفعه بهذه الدعوة”.

وأشار إلى وجود حارسٍ مظلوم، وهو حارس اتحاد بنقردان، نور الدين الفرحاتي، مشدّدًا على أنّ الفرحاتي يستحقّ مكانًا من بين الحراس الأربعة في المنتخب التونسي لكرة القدم. خاصةً، وقد تميّز في كانل هذا الموسم في حراسة مرمى اتحاد بنقردان.

 

زوروا صفحتنا على “فيسبوك” (barchanews2) أو على موقعنا الإلكتروني،  (www.barchanews.net)، واشتركوا في “برشة نيوز”

Views: 0
Tags
اتحاد بنقردان الاتحاد المنستيري الترجي الرياضي التونسي المنتخب التونسي لكرة القدم النادي الإفريقي النادي الصفاقسي النجم الساحلي صدقي الدبشي مرحلة "البلاي أوف" للدوري التونسي نور الدين الفرحاتي

Midou

صحافي وتربوي، عمل في عديد الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية منها إيلاف والعرب اليوم وإرم نيوز والشارقة 24 والتقرير وقنطرة.

Related Articles

Leave a ReplyCancel reply

Back to top button