نشرت صحيفة “abc” الإسبانية، يوم أمس الجمعة مقالًا كتبه الصحفي “جوزيه مانويل نيفس” تحدث فيه عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كيف استطاع، وهو النبيّ الأميّ، وقبل 1300 عام، من تقديم النصائح للمسلمين في حال حصول وباء.
وأثنى المقال على النبيّ محمد، وعلى قدرته إفادة المسلمين ونصيحتهم “لذلك، من غير المعقول أن يتبادر إلى أذهاننا أنه، قبل 1300 عام، كان الرسول الأمّيّ دون أي تدريب علمي يعرف بالفعل، خطوة بخطوة، ما يجب فعله أثناء الوباء”.
وجاء في المقال أنّه رغم ذلك فإنّه “في القرن الحادي والعشرين، هناك الكثير ممن لا ينتبهون للقواعد ويخالفون القواعد بشكل يوميّ، مما يعرّض أنفسهم والآخرين للخطر”.
نصائح النّبيّ محمّد للنجاة من الوباء
جوزيه مانويل نيفس 03-4-2020
قبل 1300 عام، أوصى مؤسس الإسلام بالفعل بالعزل وإجراءات النظافة لمكافحة الأمراض المعدية.
كثرة غسل يديك، والبقاء في المنزل، وعدم لمس أي شيء، وعزل نفسك عن الآخرين .. مع إصابة هذا الكوكب بالشلل عمليًا ونصف البشرية محصورة في منازلهم، تقوم وسائل الإعلام بقصف السكان بالنصائح في محاولة لتجنب العدوى.
يكرر لنا العلماء والسياسيون والصحفيون وحتى المشاهير والمؤثرون من جميع أنحاء العالم ما يتعين علينا القيام به لمحاولة الحفاظ على صحتهم.
ومع ذلك، وفي القرن الحادي والعشرين، هناك الكثير ممن لا ينتبهون للقواعد ويخالفون القواعد بشكل يومي، مما يعرّض أنفسهم والآخرين للخطر.
لذلك، من غير المعقول أن نفكر أنه، قبل 1300 عام، كان الرسول الأمّيّ دون أي تدريب علمي يعرف بالفعل، خطوة بخطوة، ما يجب فعله أثناء الوباء.
كان اسم الرسول محمد، أسّس الإسلام وعكس في صفحات القرآن توصياته لتجنب المرض.
في مقال نشرته مجلة نيوزويك قبل بضعة أيام، يلخّص كريج كونسيدين، من قسم علم الاجتماع بجامعة رايس ومؤلف العديد من الكتب عن الإسلام، تعاليم محمد في هذا الصدد.
وتبيّن أنه يمكن تطبيق معظمها بسهولة على “بروتوكولات” الوقاية من جائحة Covid-19. فيما يلي عدد قليل منها:
– إذا اكتشفت تفشّي الطاعون في الأرض، فلا تذهب إليه، ولكن إذا اندلع الطاعون في مكان أثناء وجودك فيه، فلا تترك هذا المكان.
– يجب على الأشخاص المصابين بأمراض معدية الابتعاد عن الأشخاص الأصحّاء.
– التنظيف جزء من الإيمان.
– اغسل يديك عندما تستيقظ. أنت لا تعرف أين كانت يداك في نومك.
– قدسية الطعام تكمن في غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده.
التعويض عن الإيمان والعقل
ووفقًا لــ Considine، فإن نصيحة النّبي لا تقتصر على النظافة الشخصية وحدها، بل تذهب إلى أبعد من ذلك بكثير. على سبيل المثال، إذا مرض شخص ما، فإنّ محمدًا بعيد عن ترك الأمر في يد الخالق، ويُوصي بشدّة بالذهاب إلى الطبيب: “استفد من العلاجات الطبية”، لأن الله لم يخلق أي مرض دون أن يعين أيضًا علاجًا له، باستثناء الشيخوخة”.
ولكن ربما الأهم من ذلك، يلاحظ كونسيدين في نيوزويك “أنّ محمدًا كان يعرف متى يعوّض الإيمان بالعقل. خلال الأسابيع القليلة الماضية، رأينا كيف توصّل البعض إلى أنّ الصلاة ستكون أفضل، لتفادي الفيروس التاجي، بدلاً من اتباع القواعد الأساسية للإبعاد الاجتماعي والحجر الصحي “.
لتوضيح موقف محمد في هذا الصدد، يعتمد كونسيدين على قصّةٍ عن النبيّ قالها العالم الفارسي التميدي في القرن التاسع: “ذات يوم، لاحظ النبي محمد أنّ بدويًا ترك جمله غير مقيد. سأل البدويّ : “لماذا لا تربط جملك؟”، ردّ البدويّ “وثقت بالله”، فقال النبي: “قمْ بربط جملك أولاً ثم ثقْ بالله”.
أي أنه بينما يواصل تشجيع الناس على التماس الإرشاد في الدين، حثّهم محمد على اتخاذ تدابير احترازية أساسية من أجل سلامة الجميع. وبعبارة أخرى، توقّع أن يستخدم الناس الفطرة السليمة.
