4 عناصر وراء إقصاء النادي الإفريقي من كأس تونس
4 عناصر سواء من اللاعبين أو الإطار الفني والإداري كانت وراء إقصاء النادي الإفريقي من نصف نهائي كأس تونس 2022 أمام النادي الصفاقسي.
وقد تكبد النادي الإفريقي هزيمة مرّةً خاصة على جماهيره الكبيرة التي تابعت اللقاء. وكانت تمنّي النفس بالحصول على الكأس 14 في تاريخ نادي الشعب. لكن أخطاء الإطاريْن الإداري والفني كانا وراء استبعاد الأحمر والأبيض من نصف نهائي كأس تونس 2022.
هزبمة مرّة خاصة وأنّ النادي الصفاقسي كان خسر أبرز لاعبيه. ولم يكن بالتالي ذاك الفريق الذي يمكن أن يهابه النادي الإفريقي.
4 عناصر وراء انسحاب النادي الإفريقي
الخروج المرّ وغير المنتظر للنادي الإفريقي من نصف نهائي كأس تونس كان بسبب هذه العناصر الأربعة، وهي كالتالي:
1- المدرب برتران مرشان: إذا قلنا بأنّ المدرب مرشان يتحمّل النسبة الكبرى من إقصاء النادي الإفريقي أمام فريق يفتقد 7 من لاعبيه الأساسيين، ليس معنى ذلك أنه ليس مدربًا كفؤا، بل هو السبب الرئيسي في الهزيمة. كيف ذلك؟.
أعتقد جازمًا أنّ معز حسن أفضل حارس حاليًا في النادي الإفريقي، ثم يأتي نور الدين الفرحاتي، فعيث اليفرني. لكن المدرب مرشان كان له رأي آخر، عكس ما يرى كل المتابعين.
الخطأ الأول: اعتماد المدرب مرشان على الحارس الشرفي، الذي لا يمكن أن يكون الحارس الأول في النادي الإفريقي. وأيّ فريق ينال البطولات لا بدّ أن يكون له حارس ممتاز. وبالتالي كان يمكن الاعتماد على الحارس معز حسن أو الفرحاتي.
الخطأ الثاني: كان المدرب خلال المباريات الودية يعتمد على الثنائي نادر الغندري وتوفيق الشريفي في وسط الدفاع. ولكنه غيّر رأيه في آحر لحظة في مباراة الكأس واعتمد على رامي البدوي، الذي لم يستعدّ كما ينبغي لأنه كان يعتقد أن المدرب لم يقتنع بإمكانياته. وهذا ما حصل فعلًا. واعتماد المدرب على البدوي في آخر لحظة دليل على خوفه، وتركيزه على عامل الخبرة فقط. وبهذه العقلية لا يمكن له أن ينجح أبدًا.
أخطاء مرشان تحكم على النادي الإفريقي بالإقصاء
الخطأ الثالث: وهذا أهمّ خطأ وأكثره فداحة، والسبب الرئيسي في الهزيمة. ويتمثل في أن المدرب مرشان، قام بتغييريْن خطيريْن مباشرة بعد هدف الذوادي. المعلوم أنّ المدرب الكبير لا يخاف، ولا يعتمد لعب الدفاع من أجل المحافظة على تقدمه بهدف يتيمٍ. لقد أخرج مرشان كلًّا من الذوادي وشهاب العبيدي، وأدخل كلًّا من آدم الطاوس وياسين الدريدي. وهنا النية واضحة وهي المحافظة على هدف التقدّم. والمدرب الكبير لا بدّ أن يحسب لكلّ شيء. فبعد خروج الذوادي، أساسًا، من سيحرّك خط الهجوم. وعندما يخرج الذوادي، ويدخل لاعب وسط دفاعي، فإنّ عناصر دفاع النادي الصفاقسي ستترك مناطقها وتتقدم إلى مناطق الإفريقي في العشر دقائق الأخيرة. وهذا ما حصل فعلًا. لا بل أنه واصل الخطأ عندما أخرج لاري العزوني وأدخل مكانه عبدالنور بلحوسيني، الذي قلنا عنه منذ الموسم الماضي أنه لا يصلح للنادي الإفريقي، ولا يمكن أن يقدم شيئًأ.
وعندما قبل النادي الإفريقي هدف التعادل في الدقيقة 88، وبعد هدف الذوادي، لم يقدم الإفريقي بأيّ هجوم مركّز، عدا بعض المحاولات “التافهة” لآدم قرب، وسط تكتّل دفاعي من المنافس.
وهل قدم النادي الإفريقي شيئًا في الحصتين الإضافيتيْن.. لا شيء، وذلك بسبب التغييرات الخاطئة.
الخطأ الرابع: لقد أكد اللاعب أمادو صابو أنه لاعب ممتاز عندما لعب في مباريات البلاي أوف. وكان من أفضل اللاعبين. ولكن المدرب مرشان كان له رأي آخر. وذلك بالرغم من أنّ البعض يتحدث عن إصابة أمادو صابو. لقد بقي صابو خارج التشكيلة الأساسية. لا بل أبعد تمامًا عن التشكيلة الأساسية والاحتياطية. وكان يمكن له أن يقدم الكثير خاصة في الشوط الأول وبداية الشوط الثاني عندما كان زملاء الغندري ماسكين بزمام الأمور.
أين السينغالي أليون مباي؟ ولماذا يتمّ استبعاده عن التشكيلة؟
الخطأ الخامس: على المدرب برتران مرشان أن يعيَ جيدًا أنّ المهاجم حمدي العبيدي، وإن كان قادرًا على تسجيل الأهداف، فهو ليس بذلك اللاعب الذي يملك فنياتٍ عالية. ولكنه يعتمد أساسًا على قوته البدنية، وسرعته، واندفاعه، وعدم الخوف من الالتحامات. على عكس يوسف سنانة الذي ينقصه الكثير. وعليه أن يلعب كثيرًا في مباريات النخبة حتى يتحسن مردوده.
المدرب مرشان عليه أن يدرك أنّه كلما دخل حمدي العبيدي في الشوط الثاني، مثلا، كلما كان أكثر خطورةً على المنافس. وذلك بتحيّنه للفرص. وكان وراء بعض انتصارات النادي الإفريقي في الموسم الماضي.
وكلما دخل حمدي العبيدي كأساسيّ، كلما أظهر بعض الصعف لأنه غير قادر على صنع اللعب باعتبار نقص الزاد الفني للاعب.
من ناحية، ثانية، فإنّ اللاعب شهاب العبيدي، بعيدٌ جدًا على أن يكون فاعلًا ويقدم الإضافة للنادي. وبالتالي كان يمكن الاعتماد على أمادو صابو، أو حتى علي العمري.
وسنعيد مشكلة اللاعب اللغز في النادي الإفريقي، فلماذا يتدرب السينغالي أليون مباي مع الأكابر، ولكن يتمّ إبعاده في المباريات الودية، والرسمية. أعتقد أنّ أليون مباي أفضل من يوسف سنانة، وربما حتى حمدي العبيدي، فلماذا لا يمنح فرصة مثل بقية اللاعبين. أم أنّ في الأمر سرًّا لا تعرفه إلا الهيئة المديرة.
العلمي يتحمّل نسبةً كبيرةً من المسؤولية
يتحمّل الرئيس يوسف العلمي نسبة كبيرة من المسؤولية في إقصاء النادي الإفريقي من نصف نهائي كأس تونس 2022. ويتمثل ذلك في أنه أصرّ على عدم رفع عقوبة المنع من الانتدابات. وذلك بالرغم من أنه يدرك جيدًا أنّ المجموعة الحالية من اللاعبين لا يمكن أن تفعل شيئًا.
الحقيقة أنّ المدرب مرشان أصرّ على انتداب 4 لاعبين على الأقل. ولكن يوسف العلمي أصرّ وألحّ على أن ينتظر إلى المركاتو الشتوي.
وقد يكون العلمي، باتّفاقٍ مع المدرب، انتدب اللاعبين، وطلب منهم الانتظار حتى جانفي القادم. وفي الأثناء، فالنادي يدفع لهم رواتبهم.
من جهة ثانية، كان على العلمي أن يسرع برفع عقوبة المنع من الانتداب قبل أيّ شيءٍ آخر. والسبب يعود إلى النقص الكبير في نوعية اللاعبين الممتازين الذين يفتقدهم النادي. تأكدوا جيدًا، أنّ الغندري، مثلًا، وهو الأفضل حاليًا، كان احتياطيًا في أغلب المقابلات، خلال موسميْ 2016/2015، و2017/2016.
العلمي يعرف جيدًا أنّ هذه المجموعة لا يمكن أن تنجح لا في البطولة التونسية ولا في الكأس الإفريقية. ورغم ذلك أصرّ على عدم خلاص الديون ورفع عقوبة منع الانتداب عن النادي الإفريقي.
في رأيي، كان من الأفضل أن ندفع الأموال لرفع عقوبة منع الانتداب أوْلى من دفعها لخلاص الديون من أجل المشاركة في كأس الكاف. كان يمكن أن يكون لنا فريق قوي ونلعب من أجل الحصول على كأس 2022، وكذلك بطولة وكأس الموسم القادم. وبعد ذلك نشارك في كأس الكاف، أو الشمبيونزليغ الإفريقي، أو كأس السوبر.
الأفضل أن يكون لك فريق قويّ، وبعد ذلك ستأتي النتائج الإيجابية، وتأتي البطولات والكؤوس.
الحارس الشرفي وقسطٌ من المسؤولية في الانسحاب من الكأس
بدوره، يتحمّل الحارس سيف الشرفي قسطًا من المسؤولية عن إقصاء النادي الإفريقي من نصف نهائي كأس تونس 2022. أخطاء الشرفي تتكرّر، ولا يمكن له تجاوزها، تماما مثل الحارس معز حسن.
الشرفي قام بخطإ جسيم وغير مسموح به لحارس مثله في المباراة الودية ضد الملعب التونسي، عندما خيّر الخروج في غير محلّه. ورغم ذلك فقد كان اختيار المدرب مرشان عليه ليكون الحارس الأول.
لم أستوعب كيف لثلاثة مدافعين في النادي الإفريقي الكبير، أن يقفوا في مساحة ضيقة، ويسقطون جميعًا من أجل كرة واحدة، إلى جانب الحارس، ومعهم مهاجم وحيد من النادي الصفاقسي.
مهاجم واحد ومعه 3 مدافعين وحارس..هل يُقعل أن يحصل هذا في النادي الإفريقي، والمدرب مرشان يتفرّج؟.
آدم قرّب ومسؤولية المدرب كبيرة
لا يختلف عاقلان في أنّ الشاب آدم قرّب مهاجم واعدٌ، وهو مستقبل النادي الإفريقي. والجمهور الكبير كلّه يحمّله مسؤولية كبيرة في قيادة هجوم النادي إلى الانتصارات. ولكن هل يمكن لآدم قرب أن يتحمّل هذه المسؤولية؟.
لا أعتقد ذلك.. قرّب مهاجم شاب، سريع، وماهر في المراوغات، ويمكن أن يتجاوز أيّ مدافع. ولكنّ قرّب لا يوظّف إمكانياته لفائدة المجموعة. وهذا ما قد يسبّب نرفزة من الجميع.
آدم قرب قام بعديد الهجومات الخطيرة، ولكن ما هو الخطر الذي أحدثه على مرمى النادي الصفاقسي. لا أعتقد أنّه مثل خطرًا على الحارس دحمان بقدر ما مثّل خطرًا على المدافعين فقط. لماذا؟. لأنه قرّب يراوغ مدافعًا، ويتجاوزه، ثم ينتظره ليرواغه مرة ثانية، وثالثة، بينما يكون زملاؤه في الانتظار وفي مواقع ممتازة للتسجيل.
آدم قرّب لا يوظف إمكانياته الفنية الكبيرة لصالح المجموعة، وبالتالي لا يمكن أن نستفيد منه إذا لم يعمل المدرب مرشان على تغيير طريقته في اللعب. وجعله يدرك أنّ كرة القدم هي لعبة جماعية، وليست فردية.
تذكرون أنّ قرّب لعب في مباريات البلاي أوف، وقبلها بعض المباريات، حتى قدوم عادل السليمي. ولكن كم سجل من هدف؟. هل تعرفون السبب.. لا سبب غير أنه أنانيٌّ جدًا، ولا يمرّر الكرة إلى زملائه إلا نادرًا. كأنما يلعب وحده في الملعب.
آدم قرّب لاعب ممتاز، ولكنه أنانيٌّ.. أذكر جيدًا أنّي كتبت مقالًا بعد مباراة الكأس الموسم الماضي ضد أمل تازركة، ودعوت السليمي إلى الاهتمام أكثر بالشاب آدم قرّب، ودعوته إلى توظيفه إمكانياته الفنية والبدنية لصالح المجموعة. ولكن يبدو أنّ ذلك لم يحصل، أو أنّ اللاعب لم يتسوعب الدرس، فمتى يعرف أنّ كرة القدم لعبة جماعية وليست فردية.
بالأمس، ضد النادي الصفاقسي، لو وظّف آدم قرّب لوحده إمكانياته لصالح المجموعة لتمكن النادي الإفريقي من الانتصار وبراحة كبيرة ومنذ الشوط الأول، ولكن..ذلك ما حصل.
ملاحظة:
يُسمح لوسائل الإعلام أن تنقل الأخبار عن “برشة نيوز” بشرط وضع رابط الموقع وهو: https://barchanews.net
زوروا صفحتنا على “فيسبوك” (barchanews2) أو على موقعنا الإلكتروني، (barchanews.net)، واشتركوا في “برشة نيوز”